لا أحد أذلّ من جديس |
|
أهكذا يفعل بالعروس |
في أبيات ، فأغضب ذلك أخاها ، ووقفها على نادي قومه ، وهي تقول :
أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم |
|
وأنتم رجال فيكم عدد الرمل |
أيجمل تمشي في الدما فتياتكم |
|
صبيحة زفّت في العشاء إلى بعل |
فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه |
|
فكونوا نساء لا تغب من الكحل |
ودونكم ثوب العروس فإنما |
|
خلقتم لأثواب العروس وللغسل |
فلو أننا كنا رجالا وكنتم |
|
نساء لكنا لا نقر على الذل |
فموتوا كراما أو أميتوا عدوكم |
|
وكونوا كنار شب بالحطب الجزل |
وإلا فخلوا بطنه وتحمّلوا |
|
إلى بلد قفر وهزل من الهزل |
فللموت خير من مقام على أذى |
|
وللفقر خير من مقام على ثكل |
فدبّوا إليه بالصّوارم والقنا |
|
وكل حسام محدث العهد بالصّقل |
ولا تجزعوا للحرب قومي فإنما |
|
يقوم رجال للرجال على رجل |
فيهلك فيها كل وغل مواكل |
|
ويسلم فيها ذو الجلادة والفضل |
فامتلأت جديس غيظا ، ونكسوا رءوسهم حياء ، وتشاوروا في الأمر ، فقال الأسود : أطيعوني فإنه عز الدهر ، وقد رأيت أن أصنع للملك طعاما ثم أدعوه وقومه ، فإذا جاءونا قتلت الملك ، وقام كل منكم إلى رئيس منهم فقتله ، فلا يبقى للباقين قوة ، فنهتهم أخت الأسود عن الغدر ، وقالت : ناجزوهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمهم ؛ فعصوها فقالت :
لا تغدرنّ فإنّ الغدر منقصة |
|
وكل عيب يرى عيبا وإن صغرا |
إني أخاف عليكم مثل تلك غدا |
|
وفي الأمور تدابير لمن نظرا |
حشّوا سعيرا لهم فيها مناجزة |
|
فكلكم باسل أرجو له الظفرا |
فأجابها أخوها :
شتان باغ علينا غير متئد |
|
يغشى الظلامة لا يبقى ولن يذرا |
إنا لعمرك لا نبدي مناجزة |
|
نخاف منها صروف الدهر من ظفرا |
إني زعيم بطسم حين تحضرنا |
|
عند الطعام بضرب يهتك الفقرا |