وفرح أهل المدينة بمقدمه صلىاللهعليهوسلم إليهم فرحا شديدا ؛ ففي البخاري من حديث البراء : «ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلىاللهعليهوسلم» الحديث ، وروى أبو داود أن الحبشة لعبت بحرابهم فرحا بقدومه صلىاللهعليهوسلم.
قال رزين : وصعدت ذوات الخدور على الأجاجير (١) يقلن :
طلع البدر علينا |
|
من ثنيّات الوداع |
وجب الشكر علينا |
|
ما دعا لله داع |
وفي رواية :
أيها المبعوث فينا |
|
جئت بالأمر المطاع |
والغلمان والولائد يقولون : جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرحا به.
وفي شرف المصطفى : لما بركت الناقة على باب أبي أيوب خرج جوار من بني النجار يضربن بالدفوف ويقلن :
نحن جوار من بني النجار |
|
يا حبذا محمد من جار |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أتحببناني؟ قلن : نعم يا رسول الله ، فقال : والله وأنا أحبكن ، قالها ثلاثا ، وفي رواية : «يعلم الله إني أحبكن».
وأخرج الحاكم من طريق إسحاق بن أبي طلحة : فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدف وهن يقلن ، وذكر البيت المتقدم.
وروى عن أنس قال : لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة أظلم منها كل شيء ، فلما دخل المدينة أضاء منها كل شيء ، ورواه ابن ماجه بلفظ : لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء. ورواه أبو داود بلفظ : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة لعبت الحبشة بحرابهم فرحا بقدومه صلىاللهعليهوسلم وما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، أضاء منها كل شيء ، الحديث. ورواه ابن أبي خيثمة عنه بلفظ : شهدت يوم دخول رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فلم أر يوما أحسن منه ولا أضوأ.
وروى يحيى عن عبد الله بن سلام : لما قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة انجفل الناس (٢) إليه ، وقيل : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجئت أنظر ، فلما تبينت وجهه علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء سمعته يتكلم قال : أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلون الجنة بسلام ، وهذا الحديث بنحوه في الترمذي وصححه.
__________________
(١) الأجاجير : سطوح المنازل.
(٢) انجفل الناس : قدموا إليه مسرعين.