قلت : ولتقاربهما أطلق عليها «غزوة ودان» ، والله أعلم.
واستخلف على المدينة سعد بن عبادة ، وكان حامل لوائه سعد بن أبي وقاص ، ثم رجع ، ولم يلق كيدا ، فانصرف بعد ما وادع مجدي بن عمرو الضمري ، ثم غزا في مائتين من أصحابه إلى ناحية رضوى ، وحامل لوائه سعد بن أبي وقاص ، ثم رجع ولم يلق كيدا.
قلت : وهي غزوة «بواط» خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم يريد تجار قريش أيضا ، حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ، وقال ابن هشام : واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ، وفي نسخة السائب بن مظعون ، وقال الواقدي : سعد بن معاذ ، والله أعلم.
ثم أغار على سرح المدينة كرز بن جابر الفهري ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أثره في المهاجرين ، وحامل لوائه علي بن أبي طالب ، فانتهى إلى بدر ، وفاته كرز ، وهذه بدر الأولى.
قلت : ذكر ذلك ابن إسحاق بعد «العشيرة» بليال ، والله أعلم.
ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الله بن جحش في سرية ، وهم الذين قتلوا في الشهر الحرام في اثني عشر نفسا ، فأضل عتبة بن غزوان وسعد بن أبي وقاص راحلتيهما ، فتخلفا عنهم ، ومضى العشرة حتى لقوا جماعة من قريش : منهم عثمان بن عبد الله بن المغيرة ، وافتدى من رسول الله صلىاللهعليهوسلم والحكم ابن كيسان ، أسلم ، وقتلوا عمرو بن الحضرمي.
قلت : ذكرها بعضهم بعد العشيرة ، ووصلوا نخلة على يوم وليلة من مكة ، فمرت بهم عير قريش تحمل زبيبا وأدما من الطائف معها الجماعة المذكورون في آخر يوم من رجب ، فاستأسروا الأسيرين ، وقتلوا عمرا ، واستاقوا العير ، وكانت أول غنيمة في الإسلام ، والله أعلم.
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى العشيرة ، فوادع بني مدلج وحفاءهم ، ثم رجع.
قلت : وكان خروجه فيها يعترض عيرا لقريش ، ففاتته بأيام ، واستخلف أبا سلمة بن عبد الأسد ، والله أعلم.
التوجه إلى الكعبة
قال أبو حاتم : وبلغني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يحب أن يوجه إلى الكعبة ، فقال عمر رضياللهعنه : يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى فدعا الله تعالى ، فأنزل (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ) إلى قوله : (وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة : ١٤٤] وقت صلاة الظهر يوم الثلاثاء النصف من شعبان ثانية سني الهجرة.
قلت : سيأتي ما فيه من الخلاف في الفصل الثالث من الباب بعده ، والله أعلم.
ثم نزلت فريضة الصوم في شعبان ، فصاموا رمضان ، فلما فرض رمضان لم يأمرهم بصيام عاشوراء ولا نهاهم.