السيوطي في « الدرّ المنثور » ، عن ابن مردويه ، أنّه أخرج عن أبي الحمراء ، وحبّة العرني ، قالا :
« أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تسدّ الأبواب التي في المسجد ، فشقّ عليهم ... إلى أن قالا : فقال رجل : ما يألو يرفع ابن عمّه ، [ قال : ] فعلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قد شقّ عليهم ، فدعا بالصلاة جامعة ، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر ، فلم يسمع لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطبة قطّ كان أبلغ منها تمجيدا وتوحيدا.
فلمّا فرغ قال : « أيّها الناس! ما أنا سددتها ، ولا أنا فتحتها ، ولا أنا أخرجتكم وأسكنته » ، ثمّ قرأ : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلأَوَحْيٌ يُوحى ) (١) » (٢).
وإنّما قلنا : إنّه لا ينافيه ؛ لأنّ هذه الرواية لا تقتضي إلّا استشهاد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالآيات ، إذ لم يهو نجم حينئذ ، فلا تنافي نزولها سابقا في أمر خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام.
__________________
(١) سورة النجم ٥٣ : ١ ـ ٤.
(٢) الدرّ المنثور ٧ / ٦٤٢.