مستعار الإيمان كاذبه.
ويشهد لذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذه الرواية : « أنت مخاصم فاعتد للخصومة » ..
فإنّ الخصومة الواقعة بينه وبين قومه إنّما هي في إمامته.
ويؤيّد هذا الحديث ، ويرشد إلى إرادة الامتحان في إمامته ، ما نقله السيوطي في « اللآلئ المصنوعة » ، عن عمر ، قال :
« كفّوا عن عليّ! فلقد سمعت من رسول الله فيه خصالا لأن تكون واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ؛ كنت أنا [ وأبو بكر ] وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فانتهينا إلى باب أمّ سلمة ، وعليّ قائم على الباب ، فقلنا :
أردنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فقال : يخرج إليكم ؛ فخرج ، فثرنا (١) إليه ، فاتّكأ على عليّ بن أبي طالب ، ثمّ ضرب بيده على منكبه ، ثمّ قال :
« أنت مخاصم تخصم ، أنت أوّل المؤمنين إيمانا ، وأعلمهم بأيّام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسويّة ، وأرفقهم بالرعيّة ، وأعظمهم مزيّة ، وأنت عاضدي ، وغاسلي ، ودافني ، والمتقدّم إلى كلّ كريهة وشديدة ، ولن ترجع بعدي كافرا ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد تذود عن حوضي » (٢).
فإنّ هذه الصفات إنّما تكون بأفضل الأمّة وإمامها ، ولكن قال ابن الجوزي : « باطل ، عمله الأبزاري » (٣) ، ويعني به الحسن بن عبيد الله
__________________
(١) ثار إليه ثورا وثؤورا وثورانا : وثب ؛ انظر : لسان العرب ٢ / ١٤٨ مادّة « ثور ».
(٢) اللآلئ المصنوعة ١ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧ ، وانظر : كنز العمّال ١٣ / ١١٦ ـ ١١٧ ح ٣٦٣٧٨.
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ / ٢٩٧ ، الموضوعات ١ / ٣٤٤.