الطريق (١).
وحينئذ فلا بدّ للمنصف من الحكم بصدق مضمون الحديث ، بل تواتره ، ولا سيّما بضميمة أخبارنا (٢) واقتضاء فضل أمير المؤمنين عليهالسلام لمثله.
وكيف كان ؛ فهذه الآية ـ على ذلك المعنى ـ دالّة على إمامة عليّ عليهالسلام ؛ لأنّ الإمامة أوّل ما يسأل عنه بعد الوحدانية والرسالة ، وأحقّ ما يحتاج إلى معرفته في الجواز على الصراط ؛ لأنّ من لا يعرف إمامة إمامه مات ميتة جاهلية ، كما سبق (٣) ، بخلاف سائر الواجبات ، فإنّ من لا يقوم بها لا يخرج عن الدين ، إذ ليست من أصوله ، ولذلك جاءت الآية الكريمة في أثناء ذكر الكافرين.
وممّا بيّنّا يعلم ما في قول الفضل : « ولو صحّ دلّ على أنّه من أولياء الله تعالى ».
__________________
ـ شيخ أصبهان بالقراءات والحديث جميعا ، المقرئ المجوّد ، مسند الوقت ، كان مع علوّ إسناده أوسع أهل وقته رواية ، حمل الكثير عن أبي نعيم ، وخرّج لنفسه معجم أسامي مشايخه ؛ قال عنه السمعاني : كان ثقة صدوقا.
ولد في شعبان سنة ٤١٩ ، وتوفّي في ذي الحجّة سنة ٥١٥.
أنظر : المنتظم ١٠ / ١٧٩ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٣ رقم ١٩٣ ، معرفة القرّاء الكبار ١ / ٤٧١ رقم ٤١٥ ، العبر في خبر من غبر ٢ / ٤٠٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٦١ ، غاية النهاية في طبقات القرّاء ١ / ٢٠٦ رقم ٩٤٦ ، توضيح المشتبه ٨ / ٢٩٤ ، شذرات الذهب ٤ / ٤٧.
(١) اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٤٧.
(٢) أنظر مثلا : معاني الأخبار : ٦٧ ح ٧ وص ٣٨٧ ح ٢٣ ، الاعتقادات ـ للشيخ المفيد ـ : ٧٢ ، الأمالي ـ للشيخ الطوسي ـ : ٢٩٠ ح ٥٦٤ ، مناقب آل أبي طالب ٤ / ١٧٤ و ١٧٥ و ١٧٨ ، عمدة عيون صحاح الأخبار : ٣٦٣ ح ٥٣٠.
(٣) راجع ج ٤ / ٢١٣ ـ ٢١٤ من هذا الكتاب.