وَالْجَرادَ ، وَالْقُمَّلَ ، وَالضَّفادِعَ ، وَالدَّمَ)(١) ، فهذه خمس ، ويد موسى إذ أخرجها (بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(٢) ، والسوء : البرص ، وعصاه إذ ألقاها (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ)(٣) ، و (فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ)(٤).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا هشام بن القاسم الحرار (٥) ، نا عثمان بن عبد الرّحمن ، نا تميم الأزدي قال : أظنه ابن حوشب قال : سمعت ابن شهاب الزهري يقول :
دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال لي : يا ابن شهاب ، أخبرني عن قول الله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ)(٦) ما هنّ؟ قال : قلت : الطّوفان ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدم ، ويده ، والبحر ، والطّمسة (٧) وعصاه ، فقال عمر بن عبد العزيز : هكذا يكون العلم يا ابن شهاب ، قال : ثم قال : يا غلام ائتني بالخريطة ، قال : [فأتي](٨) بخريطة مختومة ، ففكها ، ثم نثر ما فيها ، فإذا فيها دراهم ودنانير وتمر وجوز وعدس وفول ، فقال : كل يا ابن شهاب ، فأهويت إليه ، فإذا هو حجارة ، فقلت : ما هذا يا أمير المؤمنين؟ قال : هذا مما أصاب عبد العزيز بن مروان في مصر ، إذ كان واليا وهو مما طمس (٩) الله عليه من أموالهم.
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم قالا : نا أحمد بن علي الحافظ ، أخبرني محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر قال : وأخبرني المضارب بن عبد الله السامي ، أخبرني من رأى بمصر النخلة مصروعة ، وإنّها لحجر ، ولقد رأيت ناسا كثيرا قياما وقعودا في
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ١٣٣.
(٢) سورة القصص ، الآية : ٣٢.
(٣) سورة الشعراء ، الآية : ٣٢.
(٤) سورة الشعراء ، الآية : ٤٥ وفي التنزيل العزيز : فإذا.
(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وم ، وفي د : الخراز.
(٦) سورة الإسراء ، الآية : ١٠١.
(٧) في تاج العروس : الطمس ، آخر الآيات التسع ، وزيد في التهذيب للأزهري : التي أوتيت موسى ، وفي اللسان : التي أوتيها موسى عليهالسلام حين طمس على مال فرعون بدعوته.
(٨) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
(٩) قال الأزهري : ويكون الطمس بمعنى المسخ ، ومنه قوله تعالى : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) قالوا : صارت حجارة ، وقيل : أهلكها (تاج العروس : طمس بتحقيقنا : طبعة دار الفكر).