خرج واثلة بن الأسقع يريد بيت المقدس ، فلقيه كعب الأحبار في جيرون (١) ، فقال له : يا أبا الأسقع ، أين تريد؟ قال : أردت أن أصلّي في بيت المقدس إن شاء الله تعالى ، فقال له : يا أبا الأسقع ، أنا أدلك على موضع في مسجدنا هذا إذا صليت فيه كان كصلاة في بيت المقدس ، قال : نعم ، قال : وأخذ بيده وصعد من الدرج ، فأدخله المسجد ، فأدخله الحنيّة (٢) الغربية إلى حد الباب الأصغر الذي يخرج منه الوالي ، فأوقفه عندها ، ثم قال له : صلّ هاهنا ، فإن صلاتك هاهنا صلاتك في بيت المقدس ، ثم انتزع يده من يده ، ثم مضى.
رواه أبو بكر محمّد بن محمّد بن معاذ ، عن أبي مسهر ، عن المنذر ، عن رجل قد سمّاه أن واثلة ، فذكره ولم يذكر نافعا أبا المنذر ، وقد تقدم في فضل الجامع.
٧٨٣٠ ـ نافع مولى عبد الله بن جعفر
وفد مع مولاه ابن جعفر على يزيد بن معاوية حين بويع ، وحكى عنه.
روى عنه : صالح بن كيسان المدني.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل ، أنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا ابن أبي خيثمة ، نا عمر بن بكير ، أنا الهيثم بن عدي ، نا صالح بن كيسان ، أخبرني مولى لعبد الله بن جعفر يقال له نافع قال : لما قدم عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية حين ولي قام إليه حين رآه فعانقه وقبّله ، ومضى معه فأجلسه على سريره ، قال نافع : فلما نظر إليّ يزيد تبسم ثم قال : هات يا نافع ، فقلت :
خليلي فيما عشتما هل رأيتما قتيلا |
|
بكى من حب قاتله قبلي |
[قال أحسنت والله ، حاجتك ، قال نافع : فما سأل يومئذ شيئا إلّا أعطاه](٣).
٧٨٣١ ـ نباتة القرشي المصري مولى عبد العزير بن مروان
وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما.
__________________
(١) جيرون : مكان (راجع فيه معجم البلدان ٢ / ١٩٩).
(٢) الحنية : القوس.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن «ز».