أبو حاتم السجستاني
وكان أبو حاتم في نهاية الثقة والإتقان والنّهوض باللّغة والقرآن ، مع علم واسع بالإعراب أيضا ، أخذ ذلك عن الأخفش ، وبصره بالآثار وكتبه في نهاية الاستقصاء والحسن والبيان ، وتوفي سنة ثمان وأربعين. ويقال : في سنة أربع وخمسين ومائتين.
ورثاه الرياشيّ ، فأنشدنا حمدان بن الحسن الرافعيّ قال : أنشدنا سلمان بن الفضل بن البختكان ، قال : أنشدنا الرياشيّ لنفسه يرثي أبا حاتم :
بانت بشاشة أهل العلم والأدب |
|
مذبان سهل فأمسى غير مقترب |
يا سهل كنت ـ كما سمّيت ـ ذا خلق |
|
سهل بعيدا من الفحشاء والرّيب |
أمست ديارك بعد العلم موحشة |
|
إن تسأل العلم لم تنطق ولم تجب |
من للغريب وللقرآن يسأله |
|
إذا تعومي معناه ولم يصب! |
وكان في أبي حاتم دعابة ، فأخبرنا جعفر بن محمد ، قال : أخبرنا عليّ بن سهيل قال : حضر معنا مجلس أبي حاتم غلام من بني هاشم ، من آل جعفر بن سليمان ، أحسن الناس وجها ، فقال أبو حاتم :
نصبوا اللحم للبزا |
|
ة على ذروتي عدن |
ثمّ لاموا البزاة أن |
|
خلعوا فيهم الرّسن |
لو أرادوا عفافنا |
|
نقّبوا وجهه الحسن |
فقيل له في ذلك : فقال :
لا تظنّنّ بي فجورا فمايز |
|
كو فجور بحامل القرآن |
أنا عفّ الضمير غير مريب |
|
غير أني متيّم بالحسان |
وزعموا أنه كان يظهر العصبية مع أصحاب الحديث ، ويضمر القول بالعدل ؛ فأخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا الحنفيّ قال : كنا عند أبي حاتم ، فجاءه رجل من أصحاب الحديث ، فقال له : يا أبا حاتم ، إني سائلك عن ثلاث ، وجاعل جوابك على طبق أدور به على أصحاب الحديث. فقال : هات ، قال : ما معنى قول