مراتب النحويّين

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مراتب النحويّين

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

مراتب النحويّين

أبو حاتم السجستاني

وكان أبو حاتم في نهاية الثقة والإتقان والنّهوض باللّغة والقرآن ، مع علم واسع بالإعراب أيضا ، أخذ ذلك عن الأخفش ، وبصره بالآثار وكتبه في نهاية الاستقصاء والحسن والبيان ، وتوفي سنة ثمان وأربعين. ويقال : في سنة أربع وخمسين ومائتين.

ورثاه الرياشيّ ، فأنشدنا حمدان بن الحسن الرافعيّ قال : أنشدنا سلمان بن الفضل بن البختكان ، قال : أنشدنا الرياشيّ لنفسه يرثي أبا حاتم :

بانت بشاشة أهل العلم والأدب

مذبان سهل فأمسى غير مقترب

يا سهل كنت ـ كما سمّيت ـ ذا خلق

سهل بعيدا من الفحشاء والرّيب

أمست ديارك بعد العلم موحشة

إن تسأل العلم لم تنطق ولم تجب

من للغريب وللقرآن يسأله

إذا تعومي معناه ولم يصب!

وكان في أبي حاتم دعابة ، فأخبرنا جعفر بن محمد ، قال : أخبرنا عليّ بن سهيل قال : حضر معنا مجلس أبي حاتم غلام من بني هاشم ، من آل جعفر بن سليمان ، أحسن الناس وجها ، فقال أبو حاتم :

نصبوا اللحم للبزا

ة على ذروتي عدن

ثمّ لاموا البزاة أن

خلعوا فيهم الرّسن

لو أرادوا عفافنا

نقّبوا وجهه الحسن

فقيل له في ذلك : فقال :

لا تظنّنّ بي فجورا فمايز

كو فجور بحامل القرآن

أنا عفّ الضمير غير مريب

غير أني متيّم بالحسان

وزعموا أنه كان يظهر العصبية مع أصحاب الحديث ، ويضمر القول بالعدل ؛ فأخبرنا جعفر بن محمد قال : أخبرنا الحنفيّ قال : كنا عند أبي حاتم ، فجاءه رجل من أصحاب الحديث ، فقال له : يا أبا حاتم ، إني سائلك عن ثلاث ، وجاعل جوابك على طبق أدور به على أصحاب الحديث. فقال : هات ، قال : ما معنى قول