قائمة الکتاب
كلام المؤلّف في خاتمة هذه الأبحاث
١٢٦
إعدادات
كمال الدّين وتمام النّعمة
كمال الدّين وتمام النّعمة
المؤلف :أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
الموضوع :الحديث وعلومه
الناشر :مؤسسة النشر الإسلامي
الصفحات :686
تحمیل
فرضه لشرائط لو عرفتها لقلَّ كلامك وقصر كتابك ونسأل الله التوفيق.
مسألة اخرى يقال لصاحب الكتاب : أتصوِّبون الحسن بن عليٍّ عليهماالسلام في موادعته معاوية أم تخطّئونه؟ فإذا قالوا : نصوِّبه ، قيل لهم : أتصوِّبونه وقد ترك الجهاد وأعرض عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على الوجه الّذي تؤمون إليه ، فإنَّ قالوا : نصوِّبه لأنّ النّاس خذلوه ، ولم يأمنهم على نفسه ، ولم يكن معه من أهل البصائر من يمكنه أن يقاوم بهم معاوية وأصحابه فإذا عرفوا صحّة ذلك ، قيل لهم : فإذا كان الحسن عليهالسلام مبسوط العذر ومعه جيش أبيه وقد خطب له النّاس على المنابر وسلَّ سيفه وسار إلى عدوِّ الله وعدوِّه للجهاد لمّا وصفتم وذكرتم فلم لا تعذرون جعفر ابن محمّد عليهماالسلام في تركه الجهاد وقد كان أعداؤه في عصره أضعاف من كان مع معاوية ولم يكن معه من شيعته [ مائة نفر ] قد تدرَّبوا بالحروب ، وإنّما كان قوم من أهل السرِّ لم يشاهدوا حرباً ولا عاينوا وقعة ، فإن بسطوا عذره فقد أنصفوا ، وإن امتنع منهم ممتنع فسئل الفصل ، ولا فصل.
وبعد فإن كان قياس الزّيديّة صحيحاً فزيد بن عليٍّ لأنّ الحسن وادع وزيدٌ حارب حتّى قتل وكفى بمذهب يؤدِّي إلى تفضيل زيد بن عليّ على الحسن بن عليٍّ عليهماالسلام قبحاً. والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل (١).
وإنّما ذكرنا هذه الفصول في أوّل كتابنا هذا لأنّها غاية ما يتعلّق بها الزّيديّة وما رد عليهم وهي أشد الفرق علينا ، وقد ذكرنا الأنبياء والحجج الّذين وقعت بهم الغيبة صلوات الله عليهم وذكرنا في آخر الكتاب المعمّرين ليخرج بذلك ما نقوله في الغيبة وطول العمر من حدّ الاحالة إلى حدِّ الجواز ، ثمّ صحّحنا النصوص على القائم الثاني عشر من الائمّة عليه وعليهمالسلام من الله تعالى ذكره ومن رسوله والائمّة الاحد عشر صلوات الله عليهم مع إخبارهم بوقوع الغيبة ، ثمّ ذكرنا مولده عليهالسلام ، ومن شاهده وما صحَّ من دلالاته وأعلامه ، وما ورد من توقيعاته لتأكيد الحجّة على المنكرين لوليِّ الله والمغيّب في ستر الله ، والله الموفق للصواب وهو خير مستعان.
__________________
(١) هذا آخر ما نقله عن كتاب ابن قبة.