قال أبو محمّد العلويُّ رضياللهعنه : ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ عليِّ ابن عثمان وهو في دار عمّي طاهر بن يحيى رضياللهعنه وهو يحدِّث بهذه الاعاجيب وبدء خروجه فنظرت عنفقته قد احمرَّت ثمّ ابيضّت فجعلت أنظر إلى ذلك لأنّه لم يكن في لحيته ولا في رأسه ولا في عنفقته بياضٌ ، قال : فنظر إلى نظري إلى لحيته وإلى عنفقته وقال : أما ترون أنَّ هذا يصيبني إذا جعت وإذا شبعت رجعت إلى سوادها ، فدعا عمّي بطعام فأخرج من داره ثلاث موائد فوضعت واحدة بين يدي الشيخ وكنت أنا أحد من جلس عليها فجلست معه ووضعت المائدتان في وسط الدّار وقال عمّي للجماعة : بحقي عليكم إلّا أكلتم وتحرمتم بطعامنا ، فأكل قومٌ وامتنع قومٌ ، وجلس عمّي عن يمين الشيخ يأكل ويلقي بين يديه فأكل أكل شابٍّ وعمّي يحلف عليه وأنا أنظر إلى عنفقته تسود حتّى عادت إلى سوادها وشبع.
١٠ ـ فحدّثنا عليُّ بن عثمان بن الخطّاب قال : حدَّثني عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أحبَّ أهل اليمن فقد أحبّني ومن أبغضهم فقد أبغضني.
٥١
( باب )
* (حديث عبيد بن شرية (١) الجرهمي) *
١ ـ وحدَّثنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب السجزيُّ قال : وجدت في كتاب لأخي أبي الحسن بحظه يقول : سمعت بعض أهل العلم وممّن قرأ الكتب وسمع الأخبار أنَّ عبيد بن شرية الجرهمي وهو معروف عاش ثلاثمائة سنّة وخمسين سنّة ، فأدرك النبيّ صلىاللهعليهوآله وحسن إسلامه وعمر بعد ما قبض النبيّ صلىاللهعليهوآله حتّى قدم على معاوية في أيّام تغلّبه وملكه ، فقال له معاوية : أخبرني يا عبيد عمّا رأيت وسمعت ومن أدركت
__________________
(١) في بعض النسخ « عبيد بن شريد » وهو تصحيف.