ويصدِّقونها ، ويروون حديث شدَّاد بن عاد بن إرم وأنّه عمر تسعمائة سنّة ، ويروون صفة الجنّة وأنّها مغيّبة عن النّاس فلا ترى وأنّها في الأرض ولا يصدِّقون بقائم آل محمّد عليهمالسلام ويكذِّبون بالاخبار الّتي رويت فيه جحودا للحقِّ وعناداً لاهله.
٥٤
( باب )
* (حديث شداد بن عاد بن أرم) *
وصفة أرم ذات العماد الّتي لم يخلق مثلها في البلاد
١ ـ أخبرنا محمّد بن هارون الزَّنجانيُّ فيما كتب إليَّ قال : حدّثنا معاذ أبو المثنّى العنبري (١) قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء قال : حدَّثنا جويرية ، عن سفيان ، عن منصور عن أبي وائل قال : إنَّ رجلاً يقال له : عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت فبينا هو في صحاري عدن في تلك الفلوات إذ هو وقع على مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال ، فلمّا دنا منها ظنَّ أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلاً ولا خارجاً ، فنزل عن ناقته وعقلها وسلَّ سيفه ودخل من باب الحصن ، فإذا هو ببابين عظيمين لم يُر في الدُّنيا بناء أعظم منهما ولا أطول ، وإذا خشبها من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر ، ضوؤها قد ملأ المكان ، فلمّا رآى ذلك أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم ير الرَّاؤون مثلها قطُّ ، وإذا هو بقصور ، كلِّ قصر منها معلّق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت ، وفوق كلِّ قصر منها غرف ، وفوق الغرف غرف مبنيّة بالذَّهب والفضّة واللّؤلؤ والياقوت والزَّبرجد ، وعلى كلِّ باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب ، قد نُضّدت عليه اليواقيت ، وقد فرشت تلك القصور باللّؤلؤ وبنادق المسك والزَّعفران ، فلمّا رآى ذلك أعجبه ولم ير هناك أحداً فأفزعه ذلك.
ثمَّ نظر إلى الازقّة فإذا في كلِّ زقاق منها أشجار قد أثمرت ، تحتها أنهار
__________________
(١) هو معاذ بن معاذ العنبري قاضي البصرة عامي وثقه ابن معين وأبو حاتم وعبد الله هو ابن أخ جويرية وثقه أبو حاتم. وعمه جويرية وثقه أحمد (تهذيب التهذيب).