١٦
(باب)
* (في خبر أبى المويهب الراهب) *
وكان أبوالمويهب الرَّاهب من العارفين بأمر النبيِّ صلىاللهعليهوآله وبصفته ، وبوصيّه أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب صلوات الله عليه.
٣٩ ـ حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ؛ وعليُّ بن أحمد بن محمّد ، ومحمّد بن أحمد الشيبانيُّ رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل ، عن عبد الله بن محمّد قال : حدّثني أبي ، وقيس بن سعَّد الديلمي (١) عن عبد الله بحير الفقعسيِّ (٢) ، عن بكر بن عبد الله الاشجعيّ ، عن آبائه قالوا : خرج سنةً رسول الله صلىاللهعليهوآله وعبد مناة بن كنانة ، نوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر بن نعمامة بن عديٍّ تجّاراً إلى الشام فلقيهما أبوالمويهب الرَّاهب فقال لهما : من أنتما؟ قالا : نحن تجّار من أهل الحرم من قريش ، فقال لهما : من أيِّ قريش؟ فأخبراه ، فقال لهما : هل قدم معكما من قريش غيركما؟ قالا : نعم شابٌّ من بني هاشم اسمه محمّد ، فقال أبوالمويهب ، إيّاه والله أردت ، فقالا : والله ما في قريش أخمل ذكراً منه إنّما يسمّونه يتيم قريش وهو أجير لامرأة منّا يقال لها : خديجة ، فما حاجتك إليه؟ فأخذ يحرِّك رأسه ويقول : هو هو ، فقال لهما : تدلاني عليه ، فقالا : تركناه في سوق بصرى ، فبينما هم في الكلام إذ طلع عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : هو هذا ، فخلا به ساعة يناجيه ويكلّمه ، ثمّ أخذ يقبّل بين عينيه وأخرج شيئاً من كمّه لا ندري ما هو ورسول الله صلىاللهعليهوآله يأبى أن يقبله ، فلمّا فارقه قال لنا : تسمعان منّي هذا والله نبيُّ آخر الزَّمان ، والله
__________________
(١) في بعض النسخ « قيس بن سعيد الديلمي » وفي بعضها « قيس بن سعد الديلي ».
(٢) في بعض النسخ « عبد الله بن يحيى الفقعسي ». وفي بعضها « عبد الله بن بحير الثقفي ». فقعس أبو قبيلة من بني أسد. (الصحاح).