وأحسنهم ثياباً ما ظننته إلّا عبد المطلّب قد دنامنّي فأخذ المولود فتفل في فيه ومعه طست من ذهب مضروب بالزُّمرّد ومشط من ذهب فشقَّ بطنه شقّاً ثمّ أخرج قلبه فشقه فأخرج منه نكتة سوداء فرمى به ثمّ أخرج صرَّة من حريرة خضراء ففتحها فإذا فيها كالذَّريرة البيضاء فحشاه ، ثمّ ردَّه إلى ما كان ، ومسح على بطنه واستنطقه فنطق فلم أفهم ما قال إلّا أنَّه قال : في أمان الله وحفظه وكلاءته ، وقد حشوت قلبك إيماناً وعلماً وحلماً ويقيناً وعقلاً وحكماً فأنت خير البشر ، طوبى لمن اتّبعك وويل لمن تخلّف عنك ، ثمّ أخرج صرَّة اخرى من حريرة بيضاء ففتحها فإذا فيها خاتم فضرب به على كتفيه ، ثمّ قال : أمرني ربّي أن أنفخ فيك من روح القدس ، فنفخ فيه ، وألبسه قميصاً وقال : هذا أمانك من آفات الدُّنيا ، فهذا ما رأيت يا عبّاس بعينيّ ، فقال العبّاس : وأنا يومئذ أقرء فكشفت عن ثوبه فإذا خاتم النبوَّة بين كتفيه ، فلم أزل أكتم شأنه ونسيت الحديث فلم أذكره إلى يوم إسلامي حتّى ذكرني رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
١٣
( باب )
* (في خبر سيف بن ذى يزن) *
وكان سيف بن ذي يزن عارفاً بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد بشربه عبد المطلّب لمّا وفد عليه.
٣٤ ـ حدّثنا محمّد بن عليٍّ ماجيلويه رضياللهعنه قال : حدّثني عمّي محمّد ابن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليٍّ الكوفيّ ، عن عليّ بن حكيم ، عن عمرو بن بكّار العبسي ، عن محمّد بن السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ؛ وحدّثنا محمّد بن عليٍّ ابن محمّد بن حاتم البوفكيِّ قال : حدّثنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن أزهر بهراة (٢) قال :
__________________
(١) في بعض النسخ هنا حديث كعب الأخبار وهو موجود في الامالي ولا حاجة إلى ذكره بعد ما لم يكن في أكثر النسخ ـ
(٢) هو الازهري اللغوي الشافعي المترجم في الوافي بالوفيات ج ٢ ص ٤٥ تحت رقم