من الاوقات يريد أن يستر حجّته عنهم لقد كان يوسف يوماً ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً (١) فلو أراد الله تبارك وتعالى أن يعرِّفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة أيّام إلى مصر ، فما تنكر هذه الاُمّة أن يكون الله عزَّ وجلَّ يفعل بحجّته ما فعل بيوسف أن يكون يسير فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتّى يأذن الله عزَّ وجلَّ له أن يعرِّفهم نفسه كما أذن ليوسف عليهالسلام حين قال لهم : « هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون * قالوا إنّك لانت يوسف * قال أنا يوسف وهذا أخي (٢) ».
٦
( باب )
* (في غيبة موسي عليهالسلام) *
١٢ ـ وأما غيبة موسى النبيّ عليهالسلام فإنه حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضياللهعنه قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأدميُّ الرازيُّ قال : حدّثنا محمّد بن آدم النسائي (٣) ، عن أبيه آدم بن أبي إياس قال : حدّثنا المبارك بن فضالة عن سعيد بن جبير ، عن سيّد العابدين عليِّ بن الحسين ، عن أبيه سيّد الشّهداء الحسين بن علىٍّ ، عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين علىٍّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا حضرت يوسف عليهالسلام الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمد الله وأثنى عليه ثمّ حدّثهم بشدة تنالهم ، يقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالي وتذبح الاطفال حتّى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب ، وهو رجل أسمر طوال ، ونعّته لهم بنعته ، فتمسّكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدَّة على بني إسرائيل
__________________
(١) قد مر ويأتي أنَّه مسيرة تسعة أيّام ولعله مبني على سرعة السير عند البشارة.
(٢) يوسف : ٩٠.
(٣) كذا والظاهر أنَّه عبيد بن آدم بن اياس العسقلاني فصحف وليس هو محمّد بن آدم ابن سليمان الجهني المصيصي الّذي روى عن سعيد بن جبير.