المعرفة والعلم وقته وزمانه وعرفوا علاماته وشواهد أيّامه (١) وكونه ووقت ولادته ونسبه ، فهم على يقين من أمره في حين غيبته ومشهده ، وأغفل ذلك أهل الجحود والانكار والعنود ، وفي صاحب زماننا عليهالسلام قال الله عزَّ وجلَّ : « يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل » (٢) وسئل الصادق عليهالسلام عن هذه الآية فقال : الايات هم الائمّة ، والآية المنتظرة هو القائم المهديُّ عليهالسلام فإذا قام لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسّيف وإن آمنت بمن تقدَّم من آبائه عليهمالسلام ». حدّثنا بذلك أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيُّ رضياللهعنه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ؛ والحسن بن محبوب ، عن علي ابن رئاب وغيره ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام.
وتصديق ذلك (أنَّ الايات هم الحجج) من كتاب الله عزَّ وجلَّ قول الله تعالى : « وجعلنا ابن مريم وأمّه آية » (٣) يعني حجّة ، وقوله عزَّ وجلَّ لعزير (٤) حين أحياه الله من بعد أنَّ أماته مائة سنة « فانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للنّاس » (٥) يعني حجّة فجعله عزَّ وجلَّ حجّة على الخلق وسمّاه آية. وإنّ النّاس لمّا صحَّ لهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر الغيبة الواقعة بحجّة الله تعالى ذكره على خلقه وضع كثير منهم الغيبة غير موضعها أوّلهم عمر بن الخطّاب فانه قال لما قبض النبيُّ صلىاللهعليهوآله : والله ما مات محمّد وإنّما غاب كغيبة موسى عليهالسلام عن قومه وإنّه سيظهر لكم بعد غيبته.
حدثنا أحمد بن محمّد بن الصقر الصائغ العدل قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن العباس ابن بسّام قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يزداد قال : حدّثنا نصر بن سيار بن داود
__________________
(١) في بعض النسخ « وشواهد آياته ».
(٢) الانعام : ١٥٨.
(٣) المؤمنون : ٥٠.
(٤) في بعض النسخ « لارميا ».
(٥) البقرة : ٢٥٩.