امّهاتهم فاطميّات.
ثم قال : ويقال للمؤتمّة : ما دليلكم على إيجاب الامامة لواحد دون الجميع وحظرها على الجميع ، فإنَّ اعتلّوا بالوراثة والوصيّة ، قيل لهم : هذه المغيريّة (١) تدَّعي الامامة لولد الحسن ثمّ في بطن من ولد الحسن بن الحسن في كلّ عصر وزمان بالوراثة والوصيّة من أبيه وخالفوكم بعد فيما تدّعون كما خالفتم غيركم فيما يدّعي.
فأقول ـ وبالله الثقة ـ : الدّليل على أنَّ الامامة لا تكون إلّا لواحد أنَّ الامام لا يكون إلّا الأفضل والأفضل يكون على وجهين : إمّا أن يكون أفضل من الجميع أو أفضل من كلّ واحد من الجميع ، فكيف كانت القصّة فليس يكون الأفضل إلّا واحداً لأنّه من المحال أن يكون أفضل من جميع الاُمّة أو من كلّ واحد من الاُمّة وفي الاُمّة من هو أفضل منه ، فلمّا لم يجز هذا وصحَّ بدليل تعترف الزّيديّة بصحته أنَّ الامام لا يكون إلّا الأفضل صح أنّها لا تكون إلّا لواحد في كلّ عصر ، والفصل فيما بيننا وبين المغيريّة سهلٌ واضح قريب والمنّة لله ، وهو أنَّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دلَّ على الحسن والحسين عليهماالسلام دلالة بيّنة وبان بهما من سائر العترة بما خصّهما به ممّا ذكرناه ووصفناه ، فلمّا
__________________
(١) المغيرية هم أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي مولى بجيلة الذى خرج بظاهر الكوفة في امارة خالد بن عبد الله القسري فظفر به وأحرقه وأحرق أصحابه سنة ١١٩ كما في تاريخ الطبري وقد تظافرت الروايات بكونه كذاباً وروى الكشى روايات كثيرة في ذمه. وهو وأصحابه أنكروا امامة أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهماالسلام وقالوا بامامة محمّد ابن عبد الله بن الحسن فلمّا قتل صاروا لا امام لهم ولا وصىّ ولا يثبتون لأحد امامة بعد وفى بعض النسخ المصححة « المفترية » وفى هامشه « اعلم أنَّ الفرق بين المفترية والزيدية أنَّ المفترية لا يقولون بامامة الحسين بعد أخيه الحسن عليهماالسلام بل يقولون : أنَّ الامام بعد الحسن عليهالسلام ابنه الحسن المثنى والزيدية قائلون بامامة عليّ بن الحسين من بعد أبيه لكن لم يقولوا بامامة محمّد بن عليّ بن الحسين : بل قائلون بامامة زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام بعد أبيه وأيضاً قائلون بامامة ولد الحسن من كان منهم ادعى الامامة » انتهى. وفي بعض النسخ « المعترية ».