أن تقام هنالك صلاة جمعة ، وقد تعطل هذا المسجد الجامع إلى أن صار «قدر خان جبرئيل بن عمر بن طغرل خان» أميرا على بخارى وكان اسمه طغرل بيك ولقبه كولارتكين ، فاشترى أخشاب ذلك المسجد من ورثة «خوان سالار» وهدمه وجاء بالأخشاب إلى مدينة بخارى ، وبنى مدرسة بقرب سويقة البقالين (چوبه بقالان) استخدم فيها تلك الأخشاب وأنفق مالا لا حد له ، وتسمى تلك المدرسة بمدرسة كولارتكين وبها تربة الأمير.
و «شرغ» (١) تقع مقابل «اسكجكت» ولا يوجد بينهما أى بستان أو أرض خالية سوى نهر عظيم يقال له نهر «سامجن» ويسمى اليوم نهر «شرغ» ويسميه بعض الناس «حرام كام». وكان على هذا النهر جسر عظيم بين كلا القريتين.
ولم يكن فى «شرغ» هذه فى أى وقت مسجد جامع ، وقد بنى ذلك الجسر بغاية الإحكام من الآجر فى أيام أرسلان خان محمد بن سليمان بناء على أمره وبنوا مسجدا جامعا من ماله الخاص ، وقد أمر ببناء رباط للغرباء بجانب «اسكجكت». ولهذه القرية قلعة كبيرة يمكن أن تقارن بمدينة لعظمتها. وقد ذكر محمد بن جعفر أنه كان لهم قديما سوق وكانوا يجيئون كل سنة من الولايات البعيدة ويتاجرون ويبيعون عشرة أيام وسط الشتاء ، وكان أكثر ما ينتج هناك الحلوى المحشوة المصنوعة من الدوشاب (٢) والقنطارى (٣) والأخشاب والسمك المملح والطازج وفراء الخراف والحملان. وكانت التجارة رائجة وأما اليوم فى زماننا فتقام السوق كل يوم جمعة ويقصدها التجار من المدينة ونواحيها. ومن حاصلات تلك القرية التى يحملها التجار اليوم إلى الولايات الروى (٤) والكرباس (٥).
__________________
(١) شرغ : بفتح أوله وسكون ثانيه وغين معجمة ، وهو تعريب «چرغ» وهى قرية كبيرة قرب بخارى ينسب إليها قوم من أهل العلم قديما وحديثا. [ياقوت معجم البلدان ج ٥ ص ٢٥٣]
(٢) الدوشاب هو الرب ، والرب عصارة التمر المطبوخة وما يطبخ من التمر والعنب.
(٣) القنطارى أو القنطاريون حشيشة مرة الطعم مقوية للمعدة وهى من الدخيل [المنجد].
(٤) الروى : نوع من الفلزات الصلبة أبيض يميل إلى الزرقة ويصهر مع غيره من المعادن فى الصناعة [برهان قاطع].
(٥) نوع من النسيج القطنى الخشن يشبه الدمور.