ذكر تقسيم مدينة بخارى بين العرب والعجم
يروى محمد بن جعفر عن حاتم الفقيه أنه لما جاء قتيبة إلى بخارى للمرة الرابعة واستولى عليها اصطلح على أن يدفع (أهل بخارى) للخليفة كل سنة مائتى ألف درهم ولأمير خراسان عشرة آلاف درهم ، وأن يعطى للمسلمين نصف الدور والضياع وعلف دواب العرب والحطب وما ينفق. وأن يدفع ذلك من خارج المدينة أيضا. وكان بالمدينة قصور وبعض الأحياء المتفرقة البعيدة عن بعضها البعض. ولما كان للرستاق والمدينة سبعة أبواب كان يسمى الباب الأول باب السوق ؛ لأنه فى تلك الأيام لم يكن فى أى باب سوق قريبة من المدينة إلا بهذا الباب ، ونحن نسميه باب العطارين ، ثم قسم قتيبة المدينة ، فمن حيث تدخل من باب العطارين (١) إلى باب نون أعطاه لربيعة ومضر والباقى لأهل اليمن ، وحين تدخل المدينة ، فأول محلة على يدك اليسرى يقال لها كوى رندان (أى محلة الفتّاك) وقد كان خلفها كنيسة المسيحيين ، وهنالك مسجد يقال له مسجد بنى حنظلة وحين تدخل من باب المدينة يكون على يدك اليمنى محلة يقال لها محلة الوزير ابن أيوب بن حسان ، وتسمى تلك المحلة أيضا كوى كاخ (أى محلة القصر) ، وهذا الوزير بن أيوب كان قائدا من قواد قتيبة ، وكان أبوه أيوب أميرا لبخارى ، وهو أول من صار فى الإسلام أميرا لبخارى من قبل قتيبة بن مسلم. وكان أمراء بخارى دائما يقيمون فى محلة القصر هذه ، وكانت هنالك سراى على حدة لأجل أمراء بخارى. وكان هناك دهقان يقال له «خينة» (٢) ولما أسلم صار اسمه أحمد. وكانت محلة القصر كلها ملكا له وكان
__________________
(١) نص العبارة فى نسخة مدرس رضوى «از آنجا كه از در عطاران اندر آيى تابدر حصار واز آنجا تا بدر نون مر ربيعة ومضر را داده بود» وترجمتها : فمن حيث تدخل من باب العطارين (إلى باب الحصار ومن هنالك) إلى باب نون كان قد أعطاه لربيعة ومضر.
(٢) أشار مدرس رضوى فى حاشيته إلى أن اسمه فى بعض النسخ كدرخينه.