فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على أحكام كثيرة لصيقة بنفسية الإنسان وتطلعاته ومواقفه التي يمر بها في الحياة من خوف وضعف ، وتردد وإدبار ، وانهزام وسطحية في التفكير ، بالرغم من وجود أصل الإيمان الذي ينبغي أن يكون مذكرا بالثبات والجرأة والشجاعة والحرص على انتزاع النصر ، وقطع طريق العودة إلى سبيل الكفر والكافرين ، وعدم التأثر بموت القائد أو النبي ؛ لأن الاستقامة أبدية دائمة ليست موقوتة بحياة النبي ولا من أجل شخصية النبي.
١ ـ إن دخول الجنة مرهون بسلوك طريق المجاهدين المخلصين الذين قتلوا وصبروا على ألم الجراح ، وضحوا بأنفسهم في سبيل الله.
٢ ـ إن الظفر بشرف الشهادة في سبيل الله لا يكون بالأماني والتمنيات ، وإنما بالثبات والصبر على الجهاد.
وتمني الموت يرجع من المسلمين إلى تمني الشهادة بالوصف السابق ، لا تمني قتل الكفار لهم ، فذلك معصية وكفر ، ولا يجوز إرادة المعصية ، وهذا هو مراد المسلمين وسؤالهم من الله أن يرزقهم الشهادة ، فهم يسألون الصبر على الجهاد ، وإن أدى إلى القتل.
٣ ـ إن الرسل ليست بباقية في قومها أبدا ، وإنما يجب التمسك بما أتت به الرسل ، وإن فقد الرسول بموت أو قتل ، وأما من حاول الردة إلى الكفر بعد الإيمان ، فلن يضر الله شيئا ، بل يضر نفسه ويعرضها للعقاب بسبب المخالفة ، والله تعالى لغناه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية ، وسيجزي الله الشاكرين الذين صبروا وجاهدوا واستشهدوا.
وكل هذه الأحكام عتاب للمنهزمين يوم أحد ، وهو درس لأمثالهم. وإن