(أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ـ وَسَعى فِي خَرابِها) هما يحدّدان أظلم المنع ، الناحيان منحى الصد عن سبيل الله ، وأن يترك ذكر اسم الله ، وهم ـ بطبيعة الحال ـ المشركون والملحدون امّن نحى منحاهم في منعهم وسعيهم.
مساجد الله هي المختصة بذكر اسم الله فكيف يمنع ان يذكر فيها اسم الله؟ وانما تعمر بذكر اسم الله والدعوة فيها الى الله فكيف يسعى في خرابها في حقل الذكر؟ ولا يسعى في خرابها إلّا المكذبون بالله وآياته.
فكم من ساع لعمران مساجد الله في بنيانها وهو ساع في خرابها من حيث أنها مساجد الله ، ويمنع ان يذكر فيها اسم الله ، ولا فارق بينه وبين من يهدم بنيانها ، حيث المعني من خرابها تهديمها من حيث انها مساجد الله ومحال ذكر اسم الله.
«أولئك» البعيدون عن الله (ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) حين كانوا أذلّاء صغارا ، كما (ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ) حين كانوا أعزة وكبارا ، فان شرعة الحق لا تسمع لهم أن يدخلوها ، وعلى اهل الحق ألّا يسمحوا لهم أن يدخلوها ، إذا ف «ما كان» نهي عن ان يدخلوها على أية حال ، وقد صرح المنع بالنسبة للمشركين : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا ...).
(لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) في شرعة الحق وميزانه ، ومنه عدم السماح لدخولهم فيها (وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) لا أعظم منه إذ لا أظلم منهم ، وانما يقدر العذاب بقدر الظلم.
__________________
ـ المسجد الحرام بعد تحويل القبلة ، ام وسعوا في تهديم الكعبة وما استطاعوا.
كما وتعم هدم البيت المقدس بواسطة بخت النصر وسواه من الطغاة ، ام اي منع من اي مسجد او مسجد او سجدة وتهديم اي منها طول زمن التكليف على مدار الرسالات الإلهية.