الكلمات المبتلى بها ، ولان الابتلاء لإبراهيم بتلك الكلمات يحلق على كل حياته ، فإتمامها كذلك حذو النعل بالنعل.
فكل من انتقص كلمة من هذه الكلمات طيلة حياته ، انتقاصا في عدّتها ام عدّتها ، في مادتها ام هيئتها ، فقد يعد من «الظالمين» الذين لا ينالهم «عهدي» هذا.
ومن أشر الانتقاص هو الإشراك بالله ، فكيف يجعل إماما ـ بهكذا إمامة أم فوقها وهي المحمدية ـ من عبد وثنا ردحا عظيما من عمره.
فمهما لم تدل «الظالمين» على الماضي ، إلّا الانتقاص في تلكم الكلمات المحلّقة على مثلث الزمان ، يمنع منعا باتا عن جعل تلك الامامة الكبرى.
ولم تقل «ينال عهدي العادلون» لأن العدل مهما كان ظرفا لتأهل الإمامة لم تكن لزامه الإمامة ، فقد اكتفى بالشرط السلبي وهو عدم انتقاص الكلمات في مثلث ازمنة الحياة ، حيث يراد هذه الإمامة الخاصة.
إذا فكيف يحل الإمامة المحمدية وهي المطلقة القمة ، من عبد وثقنا فيما مضى ، لا وحتى آدم الذي عصى ربه فغوى ، ولا ذا النون إذ ذهب مغاضبا ... فنادى في الظلمات (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ولا موسى (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) فضلا عن الخلفاء الثلاث الذي لا يسوون شسع آدم عليه السلام!.
ثم (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) لا يستلزم انه يناله غير الظالمين بصورة مطلقة ، وانما هو سلب لأهلية هذه الامامة عن الظالمين ، لا واثبات للزوم الإمامة لغيرهم ، فهم إذا من هو كإبراهيم ام فوقه ، وقد تحققت الامامة فوق الإبراهيمية لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته المعصومين اللهم إلّا لفاطمة (ع) حيث اكتفي بعصمتها.