ثم (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) تنفي عن مثل آدم عهد الإمامة المعني ب «عهدي» فليس يكفي في ذلك العهد حاضر العدالة ، بل وماضيها كما في حاضرها ، حتى تحل في ظرف ظريف طريف حفيف في مثلث الزمان لكل أبعاد العدالة.
مطلق الإمامة الشامل لإمامة الجماعة وإمامة القضاء وإمامة التقليد ، لا يقتضي هذه المرتبة القمة من الاصطفاء ، ولا تعني الإمامة في الآية مطلقها الشامل لها ، بل هي الإمامة المطلقة لمكان «للناس» دون اختصاص بحقل او ناس خاص ، كما وأنها فيها بعد الرسالة والنبوة.
فمن يحمل قيادة الأمة الاسلامية ككلّ بعد إمام الائمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس إلّا من أصفى الأصفياء كما محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في قمتهم علي الإطلاق ، فكيف يصح أن تشمل هذه الإمامة من عبد صنما ، كما و (إِنِّي جاعِلُكَ) تختص جعل ذلك العهد بالله ، والخلفاء الثلاث بعد الرسول لم يكونوا منتصبين من قبل الله ، ولا هم أصفياء الامة ككل ، بإجماع الامة الإسلامية ككل!.
ثم النسبة بين هذه الإمامة والنبوة عموم من وجه ، فقد يكون نبيا وليس هكذا إماما ، كآدم ومن فوقه من غير اولي العزم ، أم يكون إماما وليس نبيا ولا رسولا ، كالائمة الإثني عشر المحمديين ، ام هو إمام ونبي كالخمسة أولي
__________________
ـ نعبد الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس ، ومن ثم قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فانتهت الدعوة إلي والى اخي علي (عليه السلام) لم يسجد أحد منا لصنم قط فاتخذني الله نبيا وعليا وصيا(تفسير البرهان ١ : ١٥١).
وممن أخرجه عن ابن مسعود المير محمد صالح الترمذي الكشفي في مناقب مرتضوي ص ٤١ ، روى عن الحميدي عن عبد الله بن مسعود عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ما ترجمه انه قال : ان دعوة ابراهيم الإمامة لذريته لا تصل إلّا لمن لم يسجد لصنم قط ومن ثم جعلني الله نبيا وعليا وصيا لي.