وهكذا نرى ذلك الإسلام أنه من حصائل الإيمان ، كل درجة منه حصيلة درجة منه فإنهما كلّا درجات :
ف (إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) (٣٠ : ٥٣) (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) (٥ : ١١١).
كما ويوصي المصطفين من عباده أن يكونوا من المسلمين : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (٢ : ١٣٢).
ثم ولا تسمع أحدا من النبيين يؤمر بالإيمان ، اللهم إلّا بالإسلام ، اللهم إلّا شذرا في عرض ايمان المؤمنين بعرض الرسول تلفيقا رفيقا بينهما : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) على أن إيمانه هنا ليس بالله ، بل بما أنزل إليه ، طمأنة للمؤمنين.
ولا تجد الله يذكر أحدا منهم بخير أفضل من الإسلام (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً) (٣ : ٦٧) وتراهم ـ دوما ـ يؤمرون بالإسلام ومرتبطون بالإسلام!.
فذلك بدرجاته إسلام ، وقبله الإيمان بدرجاته ، ثم قبلهما إسلام لمّا يصل إلى القلب فلم يصل لحد الإيمان : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٤٩ : ١٤) واين إسلام من إسلام؟!.
وهنا (مِنْ ذُرِّيَّتِنا) تختص دعاء الخليل بأمة مسلمة لله من ذرية ابراهيم من إسماعيل ، فلا تشمل الأمة الإسرائيلية حتى المسلمة منهم لأنهم من إسحاق ، دون إسماعيل ، ولا كلّ المسلمين إذ ليسوا كلهم ولا جلّهم من