المشرق والمغرب قبلة» والكل مصدّق ب (لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ).
ثم الوجه هنا لا يخص خصوص الوجه ، بل وكل مقاديم البدن ، فلتوجّه كلها نحو المسجد الحرام ، فان للوجه وجوها حسب المولّى إياه ، فوجه القرائة هو البصر ، ووجه الوضوء هو كل الوجه ، ووجه الاتجاه لجهة سفرا أو صلاة هو كل وجوه البدن ، اللهم إلّا اليد فإنها لا وجه لها ، أم لا وجه لتوجيه وجهها المسجد الحرام.
وليست هذه التوسعة إلّا رعاية للسعة في الاتجاه نحو الكعبة المباركة ، فالمتمكن لاستقبال عين الكعبة يستقبلها ، ثم المتمكن لاستقبال المسجد الحرام يستقبله ، ومن ثم استقبال شطر المسجد الحرام ، المحدّد بما بين المشرق والمغرب باتجاه الجنوب من كل أنحاء الكرة الأرضية ، كما وأن الكرة الأرضية ككل هي (شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) لسكان سائر الكرات!.
وهذه طبيعة الحال في زاوية الاتجاه الى قبلة وسواها ، فكلما ابتعد مكان الاتجاه عنها انفرجت زاويتها لحدّ يصدق أن «ما بين المشرق والمغرب قبلة» وهي الزاوية المنفرجة حسب انفراج المستقبل بعدا عن القبلة.
ف (شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) وهو ناحيته وجهته ، ليس له حدّ خاص ، بل هو حسب بعد الجهة يتشطر أكثر ، كما في قربها تنقلب منفرجة الزاوية الى قائمة والى حادة ، وكل ذلك حسب امكانية الاتجاه كالعادة المستمرة ، مهما هندست واجهة القبلة في عصر العلم بما يقرب شطر المسجد الحرام ، إلّا أن رعاية الجهة المهندسة ثابتة شرط ألّا يكون عسر أو حرج.
ومن لطيف أمر السعة في القبلة إضافة سعة الوجه للمستقبل الى سعة المواجهة للقبلة ، فالوجه هو ثلث الدائرة ، وشطر المسجد الحرام هو الجهة التي