بلغت رسالاتك فمن قبلك فكيف أشكرك؟ قال : «يا موسى الآن شكرتني» (١).
ثم وترك كل مرتبة من الشكر كفّر حسبها بمعنى الكفران ، اللهم إلا ذكرا لنعمته وكفرا بالمنعم فمكفر بالله. وكما الذكر درجات كذلك الشكر درجات ، والنسيان والكفران والكفر ـ أيضا ـ دركات : ففي الشكر تبدأ بالاعتراف بفضل الله وان كل النعم هي من الله ، وتنتهي بالتجرد لشكره في كل حقول المعرفة والعمل والاعتراف بالعجز عن شكره ، في كل حركة بدن ، وكل لفظة لسان ، وفي كل خفقة قلب ، وفي كل خطرة جنان ، وبين المبدء والمنتهى متوسطات.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ