اختلاف درجاتهم ضلال ، كأن تحب سلمان كما تحب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في درجة واحدة ، إفراطا بحق سلمان وتفريطا بحق الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكما الذين «اتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعله الله للناس اماما» (١) قد اتخذوا لهم أندادا يحبونهم كما هم ، فكفر الحب وإلحاده أن تحب غير الله ولا تحب الله ، وإشراكه تأليها أن تحب من دون الله أندادا كحب الله ، وفسقه ـ دون تأكيد ـ أن تسوي في الحب بين الله وأهل الله ، أم أن تحبهم أقل منه استقلالا بجنبه ، وإيمان الحب أن توحد حبك لله كإله مهما تحب سواه ، وأعلى منه ألّا تحب سواه إلّا في الله ، وقمته أن تصبح بكل كيانك حبا لله.
إن دوافع الحب الموحد الأصيل لله حاضرة حاصرة ، وهي في حب غير الله كما الله غائبة خاسرة حاسرة ، فبصيغة واحدة حب غير الله لا في الله إشراك في شرعة الحب بالله مهما اختلفت دركاته ، فمطلق الكمال ـ أيا كان ـ محبوب فطريا وعقليا ، فضلا عن الكمال المطلق وهو الله تعالى شأنه فكيف نحب من سواه كما نحبه؟.
ومطلق المنعم ـ أيا كان ـ محبوب كذلك ، فضلا عن المنعم المطلق وهو الله تعالى شأنه ، ومطلق العلم والقدرة أما شابه من كمال محبوب ، فضلا عن العالم القدير اللّانهائي في كل كمال مرغوب وهو الله تعالى شأنه.
وقد خرف وهرف وانحرف من تقوّل ألّا يمكن حب الله ، اللهم إلّا حبا
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٥١ في اصول الكافي بسند عن جابر قال : سألت أبا جعفر (عليهما السلام) عن هذه الآية قال : «هم والله فلان وفلان اتخذوهم ... هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم» أقول : هذا من باب الجري والتأويل الى مصداق ادنى ، فان حرمة التسوية بين غير المتساوين جارية على كل حال.