لنعمه وإكرامه ومن عباد الله من يحبونه لأنه الله ، لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره.
والحب هو أول تعلق فطري بين المنعم ومنعمه ، وله درجات حسب درجات النعمة والمنعم والمعرفة به (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) هم درجات في ذلك الأشد لحد الشغف ، ألّا يبقى في قلبه وفي كلّ كيانه الّا حب الله أمّن يحب الله طول حب الله وطوله ، بحوله تعالى وقوله ، وإنهم تجسّد لحب الله وكأنهم هم حب الله ، لا كون لهم ولا كيان إلا حب الله وطاعته ، وأفضلهم رسول الله محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) فانه أوّل العابدين والعارفين بالله ، ومن أسماءه الحبيبة «حبيب الله» وهو أفضل أسماءه وسماته كما «الله» أفضل أسماء الله.
وترى «أندادا» هنا هي كل ما سوى الله من أوثان وطواغيت؟ ولا مرجع لضمير العاقل في «يحبونهم» إلّا ذووا العقول الذين قد اتخذ وامن دون الله أندادا! ولا يعقل حب الأصنام كحب الله! ولا أن الأصنام متبعون مهما هم معبودون ، وهنا تبرء (الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) إذا فهم كل من يعبد من دون الله اللهم إلّا الصالحين إذ ليسوا اضدادا لله مهما اتّخذ واله شركاء ، ولا هم متّبعون إذ لا يدعون إلى أنفسهم.
ومن أندّ الأنداد وألدّها الهوى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) وقال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «أبغض إله عبد في الأرض الهوى»! فمن يحب هواه كما يحب الله ، حبا لها كإله أم سواه ، فقد ضل عن شرعة الحب مهما اختلفت دركاته إشراكا بالله وفسقا عن شرعة الله.
وقضية حب الإنسان نفسه أن يحب ربه المستكمل لها الخالق إياها ، فليحب نفسه إذا أحبها الله حبّا في الله ، وليبغضها إذا أبغضها الله بغضا في