وقد يتخذ منها سكر وهو غير حسن.
وقد تعني (طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) فيما عنت ، أن ما رزقناكم للأكل هي كلها طيبات ، إضافة الصفة الى الموصوف : كلوا من الطيبات التي رزقناكم ، ولكنه كمعنى خاص يخرج الرزق عن عمومه ، الشامل لغير الطيبات التي نصنعها من الطيبات.
(كُلُوا ... وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) فمن يحرم نفسه أكل الطيبات المرزوقة فقد عبد هواه دون الله ، ومن لم يشكر الله على الطيبات ، فقد عبد هواه دون الله : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٧ : ٣٢).
أجل ـ وإن تحريم ما احلّه الله عمليا او عقيديا او جميعا ، هو من الإشراك بالله وكفر به ، كما وترك شكر الله فيما أنعم من الطيبات هو كفران ، أم كفر وإشراك بالله.
يقول الله في حديث قدسي يرويه عنه الرسول القدسي (صلى الله عليه وآله وسلم): «إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري» (١).
و «إن الله طيّب لا يقبل إلّا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : يا أيها الرسول كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم» وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ ...) (٢).
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ٥ : ١٠ عن انس عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ...
(٢) الدر المنثور ١ : ١٦٨ ـ أخرج احمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : ... ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث أغبر يمد ـ