أجل«للناس كلهم مؤمنهم ومخالفهم ، أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه ، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان فان ييأس من ذلك يكف شرورهم عن نفسه وعن إخوانهم ...» (١)
ف «لا تدع النصيحة في كل حال» (٢). فالمؤمن حسن ومحسن أيا كان وأيان ، يصلح ولا يفسد في كل مجالات العشرة الحيوية ، فكل قوله «حسن» وكل فعله «حسن» وكل نيته وعقيدته حسنة ، فهو في نفسه جنة لا تبوء إلى نار حتى يلاقي ربه في دار القرار.
ثم حسن القول يعم الدعوة الحسنى ، والأمر والنهي بالحسنى ، وسائر العشرة القولية بالحسنى ، ولكي يخلق المؤمن حسن الحب بحسن القول للناس وحسن المعاملة والعشرة معهم.
٧ و ٨ (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ...) هنا إقام الصلاة عبارة أخرى عن (لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) بأفضل مصاديقها وقد تعني إقام الصلاة فيما عنت إقام الصلوة على محمد وآله ، وهي من إتمام الصلاة (٣).
__________________
(١) تفسير البرهان ١ : ١٢٢ عن الأمام العسكري (عليه السلام) قال قال الصادق (عليه السلام) وقولوا للناس حسنا ، قال : ... ثم قال : ان مداراة اعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه وإخوانه ، كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في منزله ، إذن استأذن عليه عبد الله بن أبي سلول فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : بئس أخو العشيرة ائذنوا له ، فلما دخل أجلسه وبشر في وجهه فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : قلت فيه ما قلت وفعلت فيه من البشر ما فعلت؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يا عويش يا حميراء ان شر الناس عند الله يوم القيامة من يكرم اتقاء شره.
(٢) نور الثقلين عن مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): قال الله : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً).
(٣) تفسير بيان السعادة ١ : ١١١ قد فسر في الخبر اقامة الصلاة بإتمام ركوعها وسجودها وحفظ مواقيتها ـ