الخالق والخلق ، فانه «يعني الناس كلهم» (١)
ف «قولوا» تفرض حسن العشرة العملية بالأولوية القطعية ، وليس «قولوا» هنا إلّا بيانا لأقل الواجب تجاه الناس ، و «حسنا» دون «حسنا» تفرض خالص الإحسان وكأنه تجسّد للحسن ، مبالغة بليغة في الحد المفروض من حسن العشرة قولية وعملية مع الناس ، كضابطة ضابطة كلّ التخلفات الخلقية في عشرة الناس كل الناس (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ف (جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ـ (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ).
فالضابطة السارية الجارية كأصل أوّلي في عشرة الناس هي الحسن ، بل ومعاقبة الظالمين أيضا حسن بالناس ، بل وحسن بالظالمين أيضا لكي يرتدعوا ، أم ينتهوا شاءوا أم أبوا ، ولكي يخفف عنهم يوم الحساب!.
ف «قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال فيكم» (٢) «ولا تقولوا إلّا خيرا حتى تعلموا ما هو» (٣) ف «اتقوا الله ولا تحملوا الناس على أكتافكم ...» (٤).
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٨٥ ـ اخرج البيهقي في شعب الايمان عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الآية: ...
(٢) نور الثقلين ١ : ٩٤ في اصول الكافي باسناده الى جابر بن زيد عن أبي جعفر (عليهما السلام) في الآية ...
(٣) فيه باسناده الى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية ...
(٤) في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول : ان الله يقول في كتابه : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً).