الله لما تعصي ، حيث يوّرطك في سائر المعاصي فتصبح ممن قال الله (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
كلام فيه ختام حول الجهاد الإسلامي.
في صيغة مختصرة لا تعني الجهاد اسلاميا إلّا الدفاع عن النواميس ، ولا سيما ناموس العقيدة الصالحة التي ترتبط بها كل الحيويات الإنسانية دون إبقاء : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (٨ : ٨) حيث تحل وسطا من آيات الجهاد ، وهذا هو سبيل الله في القتال الإسلامي على طول الخط ، دونما غاية أخرى توسيعه سلطوية غادرة قاهرة ، إلّا الحفاظ على واقع الإيمان وجوّه ، والدفاع عن المستضعفين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا.
فالجهاد هو الذي يحيى ميت المستضعفين ، وميت جوّ الدين ، وميت كل الحيويات الإسلامية وكما نرى في وسط آخر من آيات الجهاد : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ ... وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٨ : ٢٤ ـ ٢٥ (.
ليس الإسلام ـ رغم ما يتقوله مسيحيون ـ دين السيف والدم ، ودين الضغط والإكراه ، خارجا متفلتا عن كل النهضات الرسالية على مدار الزمن ـ إذ كانت تعتمد ـ ككل ـ على الدعوة الحسنة المرنة اللينة ـ كما يصرخون بذلك في ابواقهم الاستحمارية فيصدقهم حمر مستضعفة ويثبت على ايمانهم آخرون.
كيف وهو يقول (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (١٦ : ١٢٥).
ولا أحسن ـ في آخر الأمر ـ بعد الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن ـ لا أحسن للإبقاء على حق الحق إلّا القتال (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ