سلوكه مع نفسه وسواه ومع الله ، صادقا في تلبياته «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك» لا أشرك بك يا رب ولا في تلبياتي هذه ، فإنما لك وحدك «ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك ، ذا المعارج لبيك لبيك ، تبدء والمعاد إليك لبيك لبيك ، عبدك وابن عبديك لبيك لبيك».
(وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) في إحرام وسواه (يَعْلَمْهُ اللهُ) ـ «وتزودوا» في حقل الإحرام ثم في سواه (فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) فلا زاد أمتن منها وأقوى ، ومن تزود من غيرها فقد أهوى وأغوى ، «واتقون» انا الرب ، (يا أُولِي الْأَلْبابِ) فلب العقل والعقل اللب يقتضي تقوى الله ، حيث تقوى بها في أولاك وأخراك.
ثم و (خَيْرَ الزَّادِ) ماديا ومعنويا هو «التقوى» ما به يتّقى المحاظير ، ومن ذلك الزاد ما يكفّ به وجهك عن الناس (١) و «العباد عباد الله والبلاد بلاد الله فحيث وجدت خيرا فأقم واتق الله» (٢).
إذا ف «تزودوا» هنا لا تختص في حقل الحج ـ فقط ـ بالأمور العبادية والنسك الروحية ، بل والأزودة المادية التي هي زاد الحياة ، ما يصان به الوجه عن مسألة الناس ، فليس خير الزاد هو ـ فقط ـ عبادة الله في طقوسها الخاصة ، انما هو التقوى مهما كانت في الأزودة المادية ، فقد تتفوق أنت في التزود المادي وأنت في حقل الحج ، على من يواصل في مندوبات طوافه وذكره ، فانما المحور
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٢١ ـ أخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان قال : لما نزلت هذه الآية : (وَتَزَوَّدُوا ..) قام رجل من فقراء المسلمين فقال يا رسول الله ما نجد زادا نتزوده فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تزود بما يكف به وجهك عن الناس وخير ما تزودتم التقوى.
(٢) المصدر اخرج الاصبهاني في الترغيب عن الزبير بن العوام سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: ....