السفر المعسر فيه ، هما يقضيان على فرض صيامه وعلى سماحه ، فان ظاهر التعبير او نصه تعيّن التكليف إذا بعدة من ايام أخر ، دون تخيير بينهما او سماح لصيام رمضان في عسر مرض او سفر.
وقد تعني (كانَ مِنْكُمْ) تعميق المرض فهو ـ إذا ـ معسر يزداد بصيام أم يتعسر علاجه أو يتأخر ، فلا تشمل المرض المستجد او الذي يحصل بصيام إلّا بحكمة عسره دون يسره.
والعسر عسران ، عسر في مرض او سفر فترك الصيام فيه عزيمة لا رخصة لظاهر النص : (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) وعسر في غير مرض ولا سفر وهو إطاقة الصوم ان يستأصل الطاقة دون حرج فصيامه رخصة ، وعسر هو حرج و (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) فهو كعسر المرض والسفر إذ لا رخصة ـ إذا ـ في صومه.
ان المرض العسر عسر والسفر العسر عسر ، فلا يسمح الله لعسر الصيام في عسر المرض او السفر ، ومن المرض الذي يعسر معه الصوم هو المعلوم او المظنون حصوله بالصوم او المحتمل عقلائيا ، او الذي يشتد او يصعب علاجه ام يتباطئ بالصوم ، كل ذلك يعسر معه الصوم ، مهما كان المذكور في (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً) هو المرض السابق على الصوم ، فان حكمة الحكم (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) توسّع نطاق المرض من الماضي الى الواقع حاله ، او المتوقع عنده او بعده أمّا ذا من عسر في الصوم : عسرا صحيا ام عسرا روحيا كالخائف ان يمرض بالصوم ، فان تكليفة بالصوم ـ إذا ـ تكليف بالعسير غير اليسير ، وقد تدل على حد المرض الذي لا يسمح معه الصيام معتبرة عدة كالموثق : سألته ما حد المرض الذي يجب على صاحبه فيه الإفطار كما يجب عليه في السفر (مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ)؟ قال : «هو مؤتمن عليه