حجه (١) وليرجع عند المكنة ، فان لم يرجع على مكنته عصى وليست عليه كفارة ثانية ، وحين يرجع لا تسقط عنه الكفارة الأولى ، فان لم يستطع بدنة فصيام ثمانية عشر يوما وإلّا فالتوبة.
٥ ان أدرك الناس بجمع وظن أنه إن رجع الى عرفات لا يدرك طلوع الشمس بجمع أجزاءه المشعر كما «كان رسول الله في سفر فإذا شيخ كبير قال : يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)! ما تقول في رجل أدرك الإمام وهو بجمع؟ فقال له : ان ظن انه يأتي عرفات فيقف بها قليلا ثم يدرك جمعا قبل طلوع الشمس فليأتها ، وإن ظن انه لا يأتيها حتى يفيض الناس من جمع فلا يأتيها وقد تم حجه» (٢).
__________________
ـ وفي الدر المنثور ١ : ٢٢٢ وأخرج الحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال : خطبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعرفة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اما بعد فان هذا اليوم الحج الأكبر ألا وإن اهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من هاهنا قبل ان تغيب الشمس في رؤوس الجبال كأنها عمائم الرجال في وجوهها وانا ندفع بعد غروب الشمس ...
وفيه أخرج ابو داود والترمذي واللفظ له وصححه وابن ماجة عن علي (عليه السّلام) قال : وقف رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعرفة فقال : هذه عرفة وهو الموقف وعرفة كلها موقف ثم أفاض حين غربت الشمس ...
وفيه اخرج ابن خزيمة عن ابن عمر ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقف حتى غربت الشمس فأقبل يكبّر الله ويهلّله ويعظّمه ويمجّده حتى انتهى الى المزدلفة.
(١) يدل عليه صحيح ضريس عن أبي جعفر (عليهما السّلام) سألته عن رجل أفاض من عرفات من قبل ان تغيب الشمس؟ قال : «عليه بدنة ينحرها يوم النحر فان لم يقدر صام ثمانية عشر يوما بمكة او في الطريق او في أهله» (الكافي ٤ : ٤٦٧ والتهذيب ١ : ٤٩٩).
أقول : وذلك مختص بصورة التعمد كما في صحيح مسمع في رجل أفاض من عرفات قبل غروب الشمس؟ قال : «ان كان جاهلا فلا شيء عليه وان كان متعمدا فعليه بدنة» (التهذيب ١ : ٤٩٩).
(٢) التهذيب ١ : ٥٢٩ والاستبصار ٣ : ٣٠١ ـ ٣٠٢ صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ـ