الإثم» إلّا أن عنايتهما مع بعض تقتضي الباء.
وبطبيعة الحال العزة الحاصلة بالإثم ، ودون حق إلّا رعونة السلطة وحظوة الرئاسة ، هي تأخذ صاحبها كل مأخذ من إثم ، ليّا لعنق الغي ، وإصرارا على الإفساد أو يزيد ، كيف لا؟ وقد تأخذ العزة الحاصلة بغير إثم ـ وبحق وصلاح ـ تأخذ صاحبها اخذة الغرور والاستكبار ، فتحمله على الإفساد ، ولكن أين أخذة من أخذة ، وأين إفساد من إفساد ف : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٢٨ : ٨٣).
عزة الطغوى ـ هي بطبيعة الحال ـ تأخذ بالإثم ، وأحيانا تأخذك إليه عزة التقوى ، كمن اتقى ويرى نفسه فوق العظة فيتأنف على من يقول له (اتَّقِ اللهَ) ولكن التقي الصالح ليس ليتجبر بتقواه ، فتحمله على طغواه أمام من يعظه ، بل هو صاغ له بكلّ إنصات ، اللهم إلّا لمن يسخر منه في عظته ، او يفتري عليه فيها ، يقول له اتق الله وصم حال أنه غير صائم ، فهو هنا وهناك يعظه لكي يردعه عن عظته الطالحة الى عظة صالحة.
فكما على التقي النقي ان يصغي الى عظة ربه ، كذلك إلى عظة الواعظين عن ربه ، استصلاحا لنفسه ، وتعبيدا لسبيل الإصلاح للمصلحين ، وخلقا لجوّ العظة الصالحة من الصالحين مهما كانوا فقراء ضعفاء لا دور لهم في دنيا الحياة.
فلتكن العظة الصالحة بشروطها طليقة في كل الوجوه وبكل الوجوه ، إنارة للوجوه ، وإضاءة للأجواء بصالح الأخلاق.
فذلك النسناس الخناس الذي تأخذه العزة بالإثم ، عليه ما عليه في الحياة الدنيا ثم (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) ممهّدة له بما مهّد ، ومعدّة بما أعدّ ، فانه بنفسه ونفسياته هنا جهنم ، فحسبه نفسه البارزة في الأخرى جهنم يصلاها