ثم «الأقربين» إليك بعدهما نسبا كالأولاد والإخوة والأخوات ، الأقرب منهم فالأقرب كما هو محدد في طبقات الميراث ، وكذلك سببا كالأزواج زوجة وزوجا ، ثم أولادهم ومن بعدهم من طبقات السبب ، ثم الأقربين في الأخوة والصداقة الإيمانية ، وكذلك الأقربين حاجة ، فلا يخص «الأقربين» فقط الطبقة الأولى نسبا وسببا بعد الوالدين ، وانما الأقرب فالأقرب نسبا وسببا وإيمانا وحاجة.
ثم «اليتامى» وهم المنقطعون عن آباءهم الكافلين لهم ، ام والمنقطعين عن الأمهات الكافلات حيث الآباء لا يتكفلون ام لا يستطيعون ، وبأحرى منهما اللّطامى وهم المنقطعون عنهما ، وهم الصغار والضعاف الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. وقد تعم «اليتامى» كل منقطع عمن يكفله وهو بحاجة الى من يكفله ، على مراتبهم في اليتم والحاجة الى الإنفاق.
ثم «المساكين» وهم كل من أسكنه العدم عن حركات الحياة الضرورية ، سواء أكان فقيرا أفقره العدم ام لا ، فالمسكين يعم الفقير ولا عكس ، ولو كان المسكين هو الأسوء حالا من الفقير لكان التعبير الصالح «الفقير» حتى تشمل كل محتاج لا خصوص المجتاح.
ثم «ابن السبيل» وليس السبيل مما يشمل سبيل الشيطان ، انما هو سبيل الله ، ام السبيل المباحة غير المحظورة ، فابن سبيل الله لا كافل له الا سبيل الله ، فليعط في سبيل الله حين حالت دون ماله الحوائل ، فغالت عليه الغوائل ، وقد كانوا كثيرين في المهاجرين
المنقطعين عن أموالهم وعن كل مالهم ، تاركين وراءهم كل شيء الا إيمانهم الذي هجر بهم من جوّ الشرك الى جو الإيمان.
وانما لم يحلق التقسيم هنا كل الأقسام الثمانية المذكورين في آية