المؤمنين في كل زمان ومكان ، وكما الإيمان لا مكان له خاصا ولا زمان ، فالفرائض ـ وهي كلها من قضايا الإيمان ـ ليست لتختص بمؤمنين خصوص دون آخرين إلّا بمخصصات حسب النصوص.
فالقتال كما الصلاة وما أشبه هي فرض على كتلة الإيمان مهما اختلف فرض عن فرض في كونه كفائيا ام على الأعيان ، وطبيعة القتال هي انها امر ثانوي وليس اوليا كالصلاة ، فلا قتال إلّا ضد المهاجمين على المؤمنين دفعا لكيدهم ام صدا لميدهم ، وليكن المناضلون منهم قدر الحاجة في دفعهم وصدهم ، فالعدة والعدة الكافية هي المفروضة عليهم في معارك الشرف والكرامة ، (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ... يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ..) (٩ : ١٢٢ ـ ١٢٣.
نرى الجمع بين إيجاب الفرض على المجموعة وسلبه عن الكل كالأعيان ، مما يدل على تكليف هذه المجموعة بتطبيق الفرض قدر الكفاية من عدّتهم كما في عدّتهم.
والكره هو ما يناله الإنسان من ذاته وهو يعافه فطريا او عقليا او شرعيا ، كما الكرة مشقة تناله من خارج فيما يحمل عليه بإكراه وهو ايضا راجح الى الكره ، إذ ما لم يكره امرا ليس ليحمل عليه بإكراه ، ولأنه لا إكراه في الدين فلا كره فيه اللهم الا امرا تشريعيا ، بل قد يكره المفروض عليه كرها لمشقة اماهيه تجعله يكرهه في نفس ذاته مهما طبقه لأمر ربه.
وترى كيف يكره المؤمنون امر ربهم وحبه ، ام ولأقل تقدير عدم كرهه هو قضية الإيمان؟ (وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) هنا هي حال الأمر وظرفه كما هو قضية الحال في مشاق التكاليف كلها ، ولذلك سميت تكاليف حيث يؤتى بها بأمر الله رغم