صوما فصوم وإن إمساكا أدبيا فإمساك.
وعلّ حرمة السفر على وجوب الصوم فيه ، لأن السفر ينهي أحيانا الى الإفطار باختيار او اضطرار ، وان الصوم في السفر غير مرغوب فيه ، وقد ورّط هذا المسافر نفسه فيه ، فليصم على غزارة ، وبرغم انفه ، ولا سيما إذا كان فرارا عن الصوم ، وقد أراد الله بكم اليسر فأوردتم أنفسكم بما سافرتم في العسر ، وهذه خلاف ارادة الله ، وليس السماح عن الصوم في السفر أو حرمته إلّا عطفا على المؤمنين ، وأما الفار عنه بالسفر أم في السفر فلا عطف عليه ، فالظاهر وجوب الصوم عليه والأحوط قضاءه.
ولما ذا (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) ل (مَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ)؟ لضابطة فقهية ثابتة : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) فانما هو المرض المعسر بصيامه ، او السفر المعسر به ، دون مرض لا يعسر معه الصوم ، ام سفر بلا عسر ، وهو ما دون «مسيرة يوم».
فلأنه (لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) لم يفرض الصيام عندهما ، ولأنه «يريد بكم اليسر» فرضه «لعدة من ايام أخر» ـ (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) وهي رمضان كله ، إما في رمضان لغير المريض والمسافر ، ام في عدة من ايام أخر ، فالأصل هو تكملة العدة على يسر دون عسر ، (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) الى يسر التكليف تكبروه في صلاة الفطر (١) ، فمن صام على مرضه او سفر فقد صغر الله رغم
__________________
(١) روى سعيد النقاش قال قال ابو عبد الله (عليه السّلام) لي أما ان في الفطر تكبيرا ولكنه مسنون قال قلت : واين هو؟ قال : في ليلة الفطر في المغرب والعشاء الآخرة وفي صلاة الفجر وفي صلاة العيد ثم يقطع وهو قول الله عزّ وجلّ : ولتكملوا العدة يعني الصيام ، ولتكبروا الله على ما هواكم (التهذيب ٣ : ١٣٨).
وفي الدر المنثور ١ : ١٩٤ عن انس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): زينوا أعيادكم بالتكبير.