هداه (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الله على ما يسر لكم ، ومنه اتباع امره وتكملة العدة.
ومهما تضاربت الأحاديث المروية عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذويه المعصومين حول سماح الصيام المفروض في السفر وعدمه ، فالأصل هو الكتاب الدال على حرمته فيه كما في المرض (١).
__________________
ـ وفي نور الثقلين ١ : ١٧٠ عن الفقيه وفي العلل التي نروي عن الفضل بن شاذان النيسابوري ويذكر انه سمعها من الرضا (عليه السّلام) انه انما جعل يوم الفطر العيد ـ إلى ان قال ـ : وانما جعل التكبير فيها اكثر من غيرها من الصلوات لأن التكبير انما هو تعظيم لله وتمجيد على ما اهدى وعافى كما قال عزّ وجلّ (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
(١) أحاديث الفريقين مستفيضة على حرمة الصيام ولا سيما رمضان في السفر فمنها خبر الساباطي عن الصادق (عليه السّلام) «لا يحل الصوم في السفر فريضة كان او غيره والصوم في السفر معصية» (التهذيب ١ : ٤٤٤) وصحيح عمار بن مروان «من سافر قصر وأفطر إلا ان يكون رجلا سفره الى صيد او في معصية الله ورسولا لمن يعصي الله عز وجل او طلب عدو شحناء او سعاية او ضرر على قوم مسلمين» (الكافي ٤ : ١٢٩) أقول وهذا من الأحاديث الحاصرة سفر المعصية بغير السفر الضروري للمقيم في رمضان.
وفي الدر المنثور ١ : ١٩٠ عن انس بن مالك القشيري ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : ان الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع ، وفيه عن جابر ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : ليس من البر الصيام في السفر ، ورواه مثله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كعب بن عاصم الأشعري ، وفيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر ، وفيه عن عائشة قالت قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان الله تصدق بفطر رمضان على مريض امتي ومسافرها.
واستفاض عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله «ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه ، وفيه اخرج الطبراني عن ابن عمر ان رجلا قال له اني أقوى على الصيام في السفر فقال ابن عمر اني سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول : من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة. ويعارضها ما أخرجه فيه عن عائشة ان حمزة الأسلمي سأل رسول ـ