نعلمه ، (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٢٠ : ٧) ويقدر علينا ما لا نقدره او نقدّره.
ودعوة الداع المجابة حسب الوعد المؤكد هنا وفي آيات أخرى ، قد تعم الدعوة بلسان الحال والقال ، حيث يعمهما السؤال : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (١٤ : ٣٤) ـ (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (٧ : ٢٩) وسؤال الحال ايضا يعم سؤال الفطرة ، وسؤال واقع الحال قضية المصلحة الحيوية ، كما وان سؤال القال يعم خاطرة النفس وحديثها ، ثم الكلام خفية وجهارا وعلى أية حال.
وترى ما هو دور (إِذا دَعانِ) بعد (دَعْوَةَ الدَّاعِ)؟ إنه توجيه للدعاء اليه فان دعوة الداع طليقة من حيث المدعو ، كما وهو تعميق وتحقيق للدعاء ، تخطّيا عن مجازه الى حقه ، وعن ظاهره الى باطنه ، بان يصبح العبد كله دعاء ، لا ان يدعو الله بلسانه وقلبه غافل لاه (١) متعلق بسواه ، او يدعوه بقلبه ولسانه يدعو سواه ، ام يدعوه بقلبه ولسانه وهو يرجو ـ فيما يرجوه ـ سواه ، فكثير هؤلاء الذين يدعون الله بحرف من حروف الدعاء ، ثم هم متجهون الى سواه بسائر حروف الدعاء ام بحرف من حروفها ف (دَعْوَةَ الدَّاعِ) في اية مرحلة من مراحل الدعاء ، هي شرط أول لقضاء الحاجة ، ثم وأهم منها شرط ثان : (إِذا
__________________
(١)الدر المنثور ١ : ١٩٥ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا ان الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ، وفيه ١٩٦ ـ أخرج احمد في الزهد عن مالك بن دينار قال قال الله تبارك وتعالى على لسان نبي من أنبياء بني إسرائيل قل لبني إسرائيل تدعوني بألسنتكم وقلوبكم بعيدة مني باحل ما تدعوني ، وقال : تدعوني وعلى أيديكم الدم اغسلوا أيديكم من الدم اي من الخطايا هلموا نادوني.