الحظر لردح من زمن الابتلاء «باشروهن» كل مباشرة جنسية ، وليس ـ فقط ـ «ارفثوا إليهن» لزوال شرعية الرفث خبثا ، وان الملابسة الخلقية بينكم تزيل عرفية الرفث فضلا عن تكاشف العورة مهما تحاشى عنه من تحاشى (١) ، حيث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نفسه باشرهن بعد نزول الآية نبراسا عمليا للسماح فيها.
ولأن هذا الأمر كان عقيب الحظر فليس إلّا رافعا للحظر ، رجوعا الى اصل الحل ، ولكي يأتي راجحا رغم انه حظوة الشهوة الجنسية ونزوتها (وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) وليس «عليكم» مما يلمح بعدم فرض المكتوب مهما فرض مكتوب ضمنه ، فمنه الولد المكتوب لصالح المباشرة وصالح الحياة الزوجية ، فلا تكن المباشرة لمجرد قضاء الشهوة مهما حلت في أصلها ، ومنه حل المباشرة ، بعيدة عن حالات محظورة كالحيض والنفاس والإحرام والاعتكاف أما شابه.
__________________
ـ عباس مثله بلفظ فاختان رجل نفسه ، واخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريح لقصته هكذا : فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أني أردت أهلي البارحة على ما يريد الرجل أهله فقالت انها قد نامت فظننتها تعتل فواقعتها فأخبرتني أنها كانت نامت ... ونزل فيه : أحل لكم ...
وفي اخراجات أخرى ان غيره ابتلو بهذه الخيانة كمثله فنزلت الآية.
(١) الدر المنثور ١ : ١٩٨ ـ عن سعد بن مسعود الكندي قال أتى عثمان ابن مظعون رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقال يا رسول الله اني لأستحيي ان ترى عورتي ، قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ولم؟ وقد جعلك الله لهم لباسا وجعلهم لك! قال : اكره ذلك ، قال : فإنهم يرونه مني وأراه منهم ، قال : أنت يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ قال : أنا ، قال : أنت فمن بعدك إذا! فلما أدبر عثمان قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان ابن مظعون لحيي ستير. أقول : انه نقد منه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليه وليس تعريفا به فان التمنع عما أحله الله ليس معروفا.