ولو كان المعني من الأهلة هي الأولى لكان يكفي «الهلال» كجنس لها فلا دور للجمع حين يقصد السؤال عن الهلال ، لأن هلال كل شهر هو كسائر الهلال.
وقد يقال : ان الأهلة الأولى هي نبراس التعرف إلى سائر ايام الشهور ، إذا ف «هي» هيه (مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) حيث تعرف بها كل المواقيت ، وقد يعني جمعها تكرارها في كل شهر ، فإنها مواقيت في كل شهر بأيامها والحج بأيامه السابقة على ذي الحجة وأيامها هيه.
هذا ـ ولكن الأهلة الأولى ليست هي مواقيت إلا للذين استهلوها ام عرفوها ، دون «الناس» كل الناس ، فقد تعرف مواقيت الشهور بسائر الأهلة ولا سيما قبل البدر وبعده.
ولكن هذه المعرفة ليست دقيقة تعرف بها الأوقات الشرعية المرعية فيها الدقة ، مهما عرفت بها الأوقات العرفية التي قد لا تستأهل تلك الدقة.
إلّا أن هذه المعرفة الثانية مهما لم تكن دقيقة ككل ، ولكنها تشمل على الدقيقة ، و (مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) تشمل كل المواقيت دقيقة وظنية ، مهما لا تكفي غير الدقيقة للمواقيت الشرعية.
و «مواقيت» جمع موقت قد تصح اسم مكان كما هو مصدر ميمي ، فهي اوقات للناس باعتبار دلالتها عليها ، وهي امكنة الأوقات ، لأن أمكنتها المنازل هي التي تدل على الأوقات.
وأيا كان (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) فالجواب يخص واقع حياتهم العملي بالفعل ، دون مجرد العلم النظري التجريبي ، ولأنهم بسذاجتهم ما كانوا يعون النظرية العلمية عن الدورة الفلكية للقمر ، مهما أفاد القرآن في مجالات أخرى