(٨ : ٣٩) إعلانا صارخا بتداوم القتال حتى لا تكون أية فتنة سلبا لها ككل من كل المفتتين : (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) تحليقا لطاعة الله على كل الربوع باستقرار حاكمية اسلامية سامية عالمية حيث ننتظرها في الأيام الأخيرة في الدولة المهدوية المظفرة.
لذلك فقد تكون هذه الآيات متفاصلة النزول فترة بعد اخرى حتى تصدق المرحلية الباهرة منها ، ونحن نعيش بعد الأخيرة منها المرحلة الأخيرة (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) إذا فحياتنا نحن المسلمين اجمع هي حياة القتال سلبا لأية فتنة وإيجابا لدولة الحق العالمية حتى يأتي دورها بمواصلة المجاهدات الجادّة من مجاهدين مسلمين في كل المعمورة.
فالجهاد في سبيل الله سلبيا لإزالة النكبات والعقبات ، وايجابيا لاقامة دولة الحق ، ذلك هو حياة المسلم على طول الخط ، في مختلف الحقول الحيوية الانسانية والاسلامية السامية ، علميا وعقيديا وأخلاقيا وسياسيا واقتصاديا وحربيا ، بحرب حارة أم باردة.
ففرض المقاتلة (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) يحلّق على كل العصور الإسلامية ، مهما كانت زمن الغيبة هي تعبيد الطريق وتوطئة لاجتثاث الفتن العالمية عن بكرتها.
فسياسة الخطوة بعد الخطوة ، سائرة دائرة في الحفاظ على أنفس المسلمين ، ابتداء من الحياد عن جوّ الإيذاء ، ثم الصبر دون دفاع ، ثم دفاع قدر المقدور عن أنفسهم المهاجم عليها ، ثم الدفاع عن نفوس آخرين مستضعفين ، ثم الدفاع عن ناموس الحق أمام من لا يدينون دين الحق مهما لم يهاجموا هم أنفسهم عقيديا ولا نفسيا ، حملا لهم على سماع الحق فإما تسليما لما تسلّموه أم إخمادا لنائرتهم.