كما اختلفت مادة ومديدا.
فمادة الأنفال ـ وهي الزوائد من الأموال التي لا تختص بناس خصوص على أية حال ـ هي البحار والأنهار والصحاري والغابات وبطون الأودية والجبال (١) وما أشبه من عامة الأموال ، التي لم تحصل بسعي ، بل هي من خلق الله كما خلق ، أم لا مالك له بالفعل مهما حصل بسعي سابق لمالك سابق.
فمن الأنفال ميراث من لا وارث له (٢) ، كما منها الأموال المتروكة المعرض عنها (٣) وما أشبههما مما حصل بسعي وليس له مالك بالفعل ، والأراضي المفتوحة عنوة بغير قتال مهما كانت ـ كأصل ـ من الأنفال ، ولكنها مخصصة بآية الفيء ، وتبقى الأراضي وما أشبه ، التي تركها أهلوها ، خربت أم هي بعد عامرة.
إذا فنحن مع حرفية النص «الأنفال» نمشي معها كما تمشي ، فإنها هي الأموال الزائدة ، غير المفروضة لأحد ، حيث الأموال الخاصة هي مفروضة لأصحابها ، فلا تدخل في عامة الأموال وأنفالها حتى تختص بصالح القيادة الرسولية والرسالية.
وترى «يسألونك» سؤال لأخذ الأنفال لمكان (أَصْلِحُوا ذاتَ
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ١١٨ في أصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم وكل أرض خربة وبطون الأودية فهو لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو للإمام بعده يضعه حيث يشاء.
(٢) المصدر عن الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يموت ولا وارث له ولا مولى قال : هو أهل هذه الآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) وفي أخرى عنه (عليه السلام) قال : من مات ليس له مولى فماله من الأنفال.
(٣) المصدر عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا عبد الله عن الأنفال فقال : هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها فهي لله والرسول وما كان للملوك فهو للإمام وما كان من أرض خربة لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكل أرض لا رب لها والمعادن ومن مات وليس له مولى فماله من الأنفال.