بَيْنِكُمْ)؟ (١) وصيغته (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ)! أم سؤال عن مادة الأنفال وحكمها ومصرفها؟ و (قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) تلمح انه سؤال لأخذ الأنفال! ، أم مصرفها.
علّ السؤال ـ قضية الأمرين ـ هو عن الأمرين ، و «عن» يؤكد السؤال عن مادة الأنفال وحكمها ومصرفها مهما كان ـ أيضا ـ سؤالا إياها ، قضية (وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) فلأن الأنفال كانت معلومة المادة ومجهولة المورد والحكم ، لذلك اختص الجواب بالثاني ، وقد تعني لام التعريف تعريفا بأنفال سالفة الذكر على لسان الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، فصحيح أن الأنفال مطلقة تشمل كل زائد عن حاجيات الحياة ، إلا أن تعريفها يعرّفها أن لها عهدا بين المسلمين ولا نجد لها عهدا إلّا في الأموال التي ليس لها أصحاب خصوص ، ففي كل حاجة من حاجيات الحياة فرائض وأنفال ، ولكن المعني من الأنفال هنا ما عنته السنة وعرّفته دون سائر الأنفال.
ولأن «الأنفال» من النفل وهو الزائد ، فالأنفال في حقل الأموال هي الزائدة عن المساعي كالتي لا مالك لها خاصا ، أم عايدة بمساعي وسواها ثم طرء عليها عدم مالك لها كميراث من لا وارث له ، أم الأموال التي أعرض عنها أصحابها (٢) وأما الزوائد عن الحاجات المتعودة فيما حصلت بمساعي
__________________
(١) المصدر ٢ : ١١٧ في تهذيب الأحكام في مرفوعة بعض أصحابنا «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ» أن تعطيهم منه قال «قل الأنفال لله وللرسول وليس هو يسألونك عن الأنفال».
أقول : علّه ينفي اختصاص السؤال بمادة السؤال ، ولقد غلط من قال قد صح أن قراءة أهل البيت (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) كما في البحار (١٩ : ٢١١) وفي جامع الجوامع للطبرسي. قرأ ابن مسعود وعلي بن الحسين زين العابدين والباقر والصادق (عليهم السلام) : يسألونك الأنفال.
(٢) مما يوافق الآية موثقة إسحاق بن عمار المروية في تفسير القمي عن الأنفال فقال : هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها فهي الله وللرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) وما كان للملوك فهو للإمام وما كان من الأرض الخربة لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكل أرض لا رب لها والمعادن منها من مات وليس له مولى فماله من الأنفال ، والمروي في ـ