__________________
ـ المقداد فقال : يا رسول الله إنها قريش وخيلاءها وقد آمنا بك وصدقنا وشهدنا أن ما جئت به حق والله لو أمرتنا أن نخوض جمر الغضا وشوك الهراس لخضناه معك ، والله لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) ولكنا نقول : امض لأمر ربك فإنا معك مقاتلون فجزاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على قوله ثم قال : أشيروا عليّ أيها الناس ـ وإنما يريد الأنصار ـ لأن أكثر الناس منهم ولأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا : إنا براء من ذمتك حتى نصل إلى دارنا ، ثم أنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع آباءنا ونساءنا فكان يتخوف أن لا يكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا على من دهمه بالمدينة من عدو وأن ليس عليهم أن ينصروه بخارج المدينة ، فقام سعد بن معاذ فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله كأنك أردتنا؟ فقال : نعم ، فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنا قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله فمرنا بما شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأترك منها ما شئت والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك ولعل الله أن يريك ما تقربه عينك ، فسر بنا على بركة الله ففرح بذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقال : سيروا على بركة الله فإن الله وعدني إحدى الطائفتين ولن يخلف الله وعده والله لكأني أنظر إلى مصرع أبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وفلان وفلان وأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بالرحيل وخرج إلى بدر وهو بئر ـ
وأقبلت قريش وبعثوا عبيدها ليستقوا من الماء فأخذهم أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقالوا لهم : من أنتم؟ قالوا : نحن عبيد قريش ، قالوا : فأين العير؟ قالوا : لا علم لنا بالعير ، فأقبلوا يضربونهم وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يصلي فانفتل من صلاته وقال : إن صدقوكم ضربتموهم وان كذبوكم تركتموهم فأتوه بهم فقال لهم : من أنتم؟ قالوا يا محمد نحن عبيد قريش ، قال : كم القوم؟ قالوا : لا علم لنا بعددكم قال : كم ينحرون كل يوم من جزور؟ قالوا : تسعة إلى عشرة ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : القوم تسعمائة إلى ألف رجل فأمر (صلّى الله عليه وآله وسلم) بهم فحبسوا وبلغ ذلك قريشا ففزعوا وندموا على مسيرهم ولقى عتبة بن ربيعة أبا البختري بن هشام فقال : أما ترى هذا البغي والله ما أبصر موضع قدمي خرجنا لنمنع عيرنا وقد أفلتت فجئنا بغيا وعدوانا والله ما أفلح قوم بغوا قط ولوددت ما في العير من أموال بني عبد مناف ذهبت ولم نسر هذا المسير فقال له أبو البختري : إنك سيد من سادات قريش فسر في الناس وتحمل العير التي أصابها محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه بنخلة ودم ابن الحضرمي فإنه حليفك ، فقال له : علي ذلك وما على ـ