فهؤلاء القتلى السبعون والأسرى السبعون من المشركين الذين كانوا ألفا أو يزيدون ، وأما الشهداء من المؤمنين فأربعة عشر بين ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا! (١).
__________________
ـ على ذلك من هو كافر بك مبغض لك فيلجئه إلى مساعدتك ومظافرتك خوفه لأن يهلك بهلاكك ويعطب عياله بعطبك ويفتقر هو ومن يليه بفقرك وبفقر شيعتك إذ يعتقدون أن أعداءك إذا قهروك ودخلوا ديارهم عنوة لم يفرقوا بين من والاك وعاداك واصطلموهم باصطلامهم لك وأتوا على عيالاتهم وأموالهم بالسبي والنهب كما يأتون على أموالك وعيالك وقد أعذر من أنذر وبالغ من أوضح ـ فأديت هذه الرسالة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهو بظاهر المدينة بحضرة كافة أصحابه وعامة الكفار من يهود بني إسرائيل وهكذا أمر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليجّبن المؤمنين ويغري بالوثوب عليه سائر من هناك من الكافرين ـ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) للرسول : قد أطريت مقالتك واستكملت رسالتك؟ قال : بلى. قال : فاسمع الجواب : إن أبا جهل بالمكاره والعطب يتهددني ورب العالمين بالنصر والظفر يعدني وخبر الله أصدق والقبول من الله أحق ، لن يضر محمدا من خذله أو يغتصب عليه بعد أن ينصره الله ويتفضل بجوده وكرمه عليه ، قل له : يا أبا جهل إنك راسلتني بما ألقاه في خلدك الشيطان ، وأنا أجيبك بما ألقاء في خاطري الرحمن ، إن الحرب بيننا وبينك كائنة إلى تسعة وعشرين وان الله سيقتلك فيها بأضعف أصحابي وستلقى أنت وعتبة وشيبة والوليد وفلان وفلان ـ وذكر عددا من قريش ـ في قليب بدر مقتلين ، أقتل منكم سبعين وآسر منكم سبعين ، أحملهم على الفداء الثقيل ، ثم نادى جماعة من بحضرته من المؤمنين واليهود وسائر الأخلاط ألا تحبون أن أريكم مصرع كل واحد من هؤلاء؟ قالوا بلى ، قال : هلموا إلى بدر فان هناك الملتقى والمحشر فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) لسائر اليهود : فأنتم ماذا تقولون؟ قالوا : نحن نريد أن نستقر في بيوتنا ولا حاجة لنا في مشاهدة ما أنت في ادعائه محيل ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : لا نصب عليكم بالمصير إلى هناك ، اخطوا خطوة واحدة فان الله يطوي الأرض لكم ويوصلكم في الخطوة الثانية إلى هناك ، قال المؤمنون : صدق رسول الله فنتشرف بهذه الآية وقال الكافرون والمنافقون : سوف نمتحن هذا الكذاب ليقطع عذر محمد ويصير دعواه حجة واضحة عليه وفاضحة له في كذبه ، قال : فخطى القوم خطوة.
(١) في مجمع البيان وكانت المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وسنة وثلاثون رجلا من الأنصار وكان صاحب لواء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) والمهاجرين ـ