يَسْمَعُونَ)، (إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) وكيف «لما» دون «إلى ما»؟ علّه كما الصراط المستقيم حيث يهداه أو يهدى له أو يهدي إليه ، مثلث متدرجة الزوايا في حقل الهدى.
فهنا (لِما يُحْيِيكُمْ) لمحة إلى لزام الحياة لما يدعوكم بكل وصل : أصل دون أي فصل فاصل.
والحياة الموعودة هنا بالدعوة ليست ـ بطبيعة الحال ـ هي الحياة الحاصلة قبل الدعوة والاستجابة ، كالحياة الحيوانية والإنسانية الفطرية والعقلية أماهيه من حياة معطاة قبل أي دعاء واستجابة.
ثم وليست هي حياة طليق الإيمان أيضا حيث المخاطبون هم المؤمنون ، إذا فهي فوق أصل الإيمان بدرجاته المتكاملة على ضوء الاستجابة في مختلف حقول الدعوة الربانية ، كالحياة الحاصلة بالجهاد في سبيل الله وهي (إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) (٩ : ٥٢) قاتلا ومقتولا ف : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (٣ :) ١٦٩) وهذه حياة متميزة عن سائر الحياة لأهل البرزخ.
هذا ، ولكن لا تختص الحياة الموعودة بحياة الشهداء ، كما لا تختص الدعوة لما يحييكم بالجهاد ، بل هي الدعوة العامة القرآنية بكل حقولها.
ذلك والأحياء بهذه الحياة : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٥٨ : ٢٢) ـ (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) (٦ : ١٢٢) ـ (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٦ : ٩٧) : أطوار من الحياة بعد حياة الإيمان : تثبيتا للإيمان ومزيدا له وتأييدا بروح منه وسائر الحياة الطيبة علما ومعرفة وإيمانا ، ف (الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (٤٧ : ١٧).
وبصيغة واحدة المجاهدة في سبيل الله هي التي تحييكم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٦١ : ١١).
إذا ف «استجيبوا إذا دعاكم لما يحييكم» و «إذا» هذه مستمرة