علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما يروى (١).
وعلى أية حال : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (٥٠ : ١٦) فالله أقرب إلى قلوبنا منا إليها :
يار نزديكتر از من بمن است |
|
وين عجب تر كه من أز وى دورم |
ذلك ، ف «كل ميسر صاحب النار ميسر لعمل النار وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة» (٢) : إذ (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) (١٧ : ٢٠).
أجل ، كلّ ميسر وليس مسيّرا ، وليست الحيلولة الربانية بين المرء وقلبه مؤمنا أو كافرا ، إلا بما يختاره صاحبه تيسرا لما يهواه ، دون ما يختاره الله له أو عليه تسييرا خلاف هواه (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).
فالحيلولة الربانية بين المرء وقلبه تحلق على كل مرء بقلبه ، ولأن القلوب هي أئمة العقول والعقول أئمة الأفكار والأفكار أئمة الحواس
__________________
(١) وممن أورده وصححه الحافظ أبو بكر بن مردويه على ما في تفسير اللوامع وكشف الغمة (٩٥) روى باسناده مرفوعا إلى الإمام الباقر (عليه السلام) أن هذه الآية قد نزلت في ولاية علي بن أبي طالب ، ومنهم الترمذي في مناقب مرتضوي (٥٦) نقلا عن ابن مردويه في المناقب.
(٢) المصدر أخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال سألت ابن عباس عن هذه الآية قال : قد سبقت بها عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذ وصف لهم عن القضاء فقال لعمرو غيره ممن سأله من أصحابه : اعمل فكل ميسر قال : وما ذلك التيسر؟ قال (صلّى الله عليه وآله وسلم) صاحب النار.
وفي نور الثقلين ٢ : ١٤١ عن تفسير القمي عن أبي جعفر (عليه السلام) في الآية يقول : بين المؤمن ومعصيته أن تقوده إلى النار وبين الكافر وبين طاعته أن يستكمل بها الإيمان واعلموا أن الأعمال بخواتيهما ، وفيه عن كتاب التوحيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق ، وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): لا يستيقن القلب أن الحق باطل أبدا ولا يستيقن القلب أن الباطل حق أبدا.